تتشرّف المجلة الرقمية نيابوليس بنشر قصيدة “بياض يأتينا من فجاج الضيق” للشاعر القدير أحمد مليحيق التي شارك بها في تظاهرة منبر الشعر والأدب بنابل في دورته الثانية وذلك يوم الأحد 10 نوفمبر 2024 بالمكتبة الجهوية بنابل
مازلنا
فى إنتظار صحراء
تأتى من أبواب شتى
للشتات
مازلنا هنا
على شفى الشغف
فى إنتظار
إحتضان تراب
حتى يتعرّق
لم يكن فى الحاضر
ما يدعو لصحو
يطأ نضج الفصاحة
فينا
ومازال لنا
ما نقول
هذى المسافة
تشرخ تأويلا
لنظرة
تهوى الى قاع
التحيّة
والريح ذات الريح
التى طرأت على رئة
المكان
تتقبب لتلج
مع لهاث الجدار
إلى مسامات العتمة
مازال لنا
فى المتاهة
ما نقول
سنزرع الغد
على بلاغة النوافذ
وسنوقد الحرير
على خاصرة المعنى
حتى يعرفنا الشجر
ونحن نعبر من فجرنا
إلى نواقص الفيض
فى الرائحة
لنا على هذا البياض
زيتون يعرف اسماءنا
والتشابه الذى سيطلع
من رخام الهواجس
إذ نحن دنونا
من زينة الوقت
فى جوف الضيق
سنأخذ معنا
فواكه السماء
وبعض التردد
وحلكة تضفى خريفا
سنأخذ معنا
خلو ضحكنا
من نعاس النبات
وسنصعد إلى آخر المطر
مازلنا
نذكر أن لأصابعنا
على هذا الغيب
قبس من غريزة الغبار
فينا
وأن لنا
فى طرف الصخب
مكانا قصيا
للرجوع
إلى وله الارجوحة
بيباس الغياب
هنا كان لنا
سنديانة للخيال
و فكرة بكر
تعجن فجرنا
الذى علقناه
على جدار مملح بالجوار
اين أضعنا بداياتنا
ونحن فى طريقنا
إلى شساعة تباغت
القفر فينا
أين موطأ التثاءب
فى غمرة الجنوح
إلى فطرة العشب
مازلنا نزرع طفولتنا
نرعى ورودا تألف
أكفنا
مازلنا هنا
عالقين بين ظلّ
الحكاية
وبين شيّب يفوح
من أقاص اللّون
إن كان لهم صخب
الخاء فى الخواء
ولهم كثافة اللاّشيء
فى الغموض
ولهم كل هذا الفراغ
على أنفاس الذكريات
فلنا
ما نقول
لتراب يسدل هزيعه
على نشأة سانحة
للبزوغ
فأدخلوا نتوءات الهواء
بيسراكم
وذروا يبس لغتكم
على ملحنا
فنحن
وأن كنا
ولنا
رحابة الإسم
فى الحلق
وكنا قد سهونا عمدا
عن تبشيركم
بخلاص الفراشة
من ماهية الأحجية
ولنا
غيم يمضغ سهرنا
لا نأبه لحدس البندقية
تترصد فخار
الحديقة
فسماؤنا كفن
و ريحنا كفن
و ماضينا كفن
و حاضرنا كفن
وغدنا
يتكأ على صنوبرة لنا
فى الغمام
مازلنا هنا
وسنظل نلوك الظلال
حتى تلين
فلنا فى فناء الفكرة
فزّاعة
لينام عليها
الحمام
كنا هنا
ما زلنا هنا
نذرنا هواءنا
لغرائز البياض
يأتينا من فجاج
الضيق
مازلنا
نَحِنٌّ لإنتظار
لا يجيء
يتعاقب الملح
على نوافذ الرحابة
ولم نلتفت إلى هتاف
ينفض خطانا
عن بلل بلا جدوى
إقتربنا
إقتربنا كثيرا
من هبوب الفحم
من الحرف
ولم نقترب بعد
من المقبرة
بقلم / الشاعر أحمد مليحيق
تونس
أضف تعليق