تتشرّف المجلة الرقمية نيابوليس بنشر قصيدة “ وتفرّقت أيدي سبأ ” للشّاعرة سهام شبعان التي شاركت بها في تظاهرة منبر الشعر والأدب بنابل في دورته الثانية وذلك يوم الأحد 10 نوفمبر 2024 بالمكتبة الجهوية بنابل
النص:
ما عاش حرف بالجبن يتسربل
ولا ذاع شعر بغير الحقّ ينطق
فأجود الشعر إذن أصدقه
يا أمّة زلّت بها القدم
تدحرجت فهي أمم
وصارت الحزمة أعوادا متفرّقة
لا تتعافى بل تنكسر
والتاريخ يا سادتي لا يرحم
تنطقه الأحداث
والحقّ محصحص
لسنا أمّة بل نحن أمم
تفرّقنا عناقيد ووحدانا
كما تفرّقت أيدي سبأ
فكيف الجراح تندمل؟
شيعة يشقّون الجيوب
يلطمون الوجوه
يؤمنون بالإمام المغيّب
قدّس الله سرّه
وولاية الفقيه وترّهات أخر
وفرقة لبست الصّوف
وفي حلقات الذكر تشطح
تقدّس محمّدا
وما محمد إلاّ رسول قد خلت من قبله الرسل
وآخرون وهم كثر
عبدوا الشهوات
فهي موردهم
فبئس الورد المورود
وملوك عشقوا العروش
فلا طاب لهم مقام
وبالسلطة لم يهنؤوا
ولا استوت لهم لمم
لسنا أمّة بل نحن أمم
وقرع آذان حروفي
صوت امرأة من حلب
تصرخ وتستنجد
شرّدوها … اغتصبوا عفّتها …
وبدمها سكروا
رقصوا … عربدوا …
ثمّ نادت وصرخت
هذا ما فعله بي المعمّم
سيجرفه السّيل العرم
ثمّ صرخت وصرخت
وا معتصماه!
فغاب الأسود والمعتصم
والأسد في عرينه
رابض، طاعم، كاسٍ
بالسلطة ينعم
ولفظت أنفاسها حلب
وحمص وتكريت والموْصل
وهي تردّد:
ما ضاع حقّ وراءه طالب
لنا الله الجبّار المتكبّر
لسنا أمّة بل نحن أمم
كلّ يرسم خريطته
واحد مستهد بالإمام
والآخر رائده الكواكب والأنجم
وحليف الشيطان بدولة كبرى يحلم
ويدعمه أبو جهل المطبّع
كان له الخونة منّا عونا
على يد ابن العلقم تتلمذوا
فاختفت شمسنا في الغمام
وسقط السؤدد
واكتفى الضعفاء منّا
بالتجمّع في الساحات
بالعدوان نندّد
وترمّلت أهدافنا وأحلامنا
وحفي السيف والخنجر
وبتنا عميانا لا نفرّق
بين البطل المجاهد
ومن في زيّ المقاتل يتنكّر
فكيف ننتصر ونحن أمم؟
سننتصر عندما يصدق السيف
ويصدق الغضب
سننتصر عندما نكون في جنب الله
ولا نتفرّق
ومن غزّة المنطلق
ومنها الفرج معلن
سترعد السماء فيها
وتعمّ سحائب النّصر
ومنها نحتلب
فهلمّوا إلى غزّة العزّة
هناك شمل الأمّة سيلتئم
بقلم / الشاعرة سهام الشبعان
تونس
أضف تعليق