الصفحة الرئيسية في العالم قافلة الصمود: تونس تُطلق نبض المغاربيين نحو غزة في وجه الحصار

قافلة الصمود: تونس تُطلق نبض المغاربيين نحو غزة في وجه الحصار

141 مشاهدات 2 دقائق اقرأ

في لحظة تاريخية مشبعة بالكرامة والعزم، انطلقت يوم الإثنين 9 جوان 2025 من العاصمة التونسية قافلة الصمود المغاربية، محمّلة بالأمل، والمساعدات، ورسائل التضامن العميق مع شعب غزة المحاصر. هذه المبادرة، التي جمعت آلاف المشاركين من تونس ودول المغرب العربي، ليست مجرد شاحنات ومؤن، بل هي تجلٍّ حيّ لإرادة الشعوب في مقاومة القهر والانتصار للعدالة.

قافلة الصمود: فكرة تتجاوز الحدود

وُلدت قوافل الصمود من رحم المعاناة، ونمت بفعل الوعي الجماهيري المتزايد، لتصبح رمزًا للتضامن الشعبي وصرخة مدوية ضدّ التهميش والحصار. تنبثق هذه القوافل، مدنية الطابع، من واقعٍ يُفرض فيه الحصار قسرًا، لتؤكّد أن الشعوب قادرة على كسر جدران الصمت والخذلان.

أهداف القوافل عامة:

  • كسر الحصار عن المناطق المنكوبة.
  • التعبير عن التضامن الشعبي مع الشعوب المضطهدة.
  • لفت أنظار الرأي العام العالمي إلى المعاناة الإنسانية.
  • تعزيز النضال السلمي وبناء الوعي الجماهيري.

تونس تُجسّد التضامن: قافلة 9 جوان نحو غزة

من شارع محمد الخامس بقلب العاصمة، انطلقت القافلة وسط تغطية إعلامية واسعة وهتافات شعبية داعمة لفلسطين، بمشاركة أكثر من 2,000 شخص، منهم أطباء، حقوقيون، نقابيون، إعلاميون، ومواطنون من الجزائر، المغرب، ليبيا، وموريتانيا. تم تجهيز 12 حافلة ونحو 100 سيارة، منها سيارات إسعاف مجهّزة، ضمن قافلة لوجستية ضخمة، ستمر من سوسة وصفاقس وقابس وبن قردان ثم تعبر نحو ليبيا ومصر للوصول إلى معبر رفح الحدودي.

التنسيق والتعبئة

قبل الانطلاق، نُظّمت دورات في الإسعافات الأولية والقانون الإنساني، بإشراف الهلال الأحمر والكشافة التونسية، وبدعم من عمادة الأطباء. أُغلق باب التسجيل بعد تسجيل أكثر من 7,000 متطوّع، وتمّ اعتماد نحو 2,000 مشارك فعليًا. القافلة تنسّق مع السلطات التونسية والليبية والمصرية، حيث جرى تسليم القوائم الرسمية للسفارة المصرية في تونس.

البعد الرمزي والرسالة السياسية

ليست هذه القافلة مجرّد مساعدات عينية، بل تعبير عن رفض الاستسلام، وإرادة شعوب قررت أن تقول كلمتها. شعار “غزة لستِ وحدكِ” لم يكن مجازًا، بل أصبح واقعًا يتجسّد في كل وجهٍ ومركبة وصرخة ضمن القافلة.

تهدف هذه المبادرة إلى:

  • كسر الحصار الرمزي والسياسي عن غزة.
  • دعم المدنيين المتضررين من العدوان.
  • ممارسة الضغط الشعبي على الدول والحكومات الصامتة.
  • تحريك الضمير الدولي تجاه المجازر الجارية في القطاع.

من تونس إلى غزة… ومن القافلة إلى القضية

يأتي هذا التحرّك بالتوازي مع مبادرات بحرية مثل “قارب مادلين”، ضمن حملة “برًّا وبحرًا وجوًّا”، وتشارك فيه وفود من أكثر من 30 دولة من أوروبا وأميركا الجنوبية وجنوب شرق آسيا. قافلة الصمود المغاربية ليست معزولة، بل جزء من مدّ شعبي عالمي يدافع عن القيم والحقوق.

التحديات في الطريق

رغم الزخم الشعبي، تواجه القافلة تحديات عدّة، أبرزها:

  • التضييق الأمني والسياسي عند المعابر.
  • الصعوبات اللوجستية وطول المسافات.
  • الحملات الإعلامية المغرضة.
  • التنسيق المعقّد مع جهات متعددة.

لكن الإرادة الشعبية، وفق تعبير المنظمين، “أقوى من الجدران والمعابر”.

من شوارع تونس… يعلو صوت غزة

قافلة الصمود ليست مجرد حدث عابر، بل محطة في مسار نضالي طويل، تعبّر عن وحدة المصير العربي ورفض التطبيع والصمت. إنها فعل شعبي يتحدى الخذلان الرسمي، ورسالة لا تنحني أمام الحصار. من تونس تنطلق، لكن وجهتها ليست فقط غزة، بل كرامة الإنسان في كل مكان.

  • رئيس التحرير تونس
    المـجلّـة الرقمية نيـابوليس هي مـجلّـة إخبارية ثقافية فنية وفكرية واجتماعية وهي مـجلّـة غير ربحية تسعى إلى الارتقاء بالوعي والمستوى الفكري والإنساني للناشئة والشباب، وتدعم التظاهرات واللقاءات بين المثقفين والأدباء والشعراء والفنانين. موقع المـجلّـة الرقمية نيـابوليس بوابتك لمتابعة الأخبار الحينية والمعلومات الصحيحة موقعنا الإخباري يحرص دائما على تقديم كل ما هو صحيح وآني ونحرص دائما على الشفافية والحياد الموضوعي وتقديم الرأي والرأي الآخر مع احترام الاختلاف وحقوق الانسان.

اقرأ أيضا

أترك تعليقا