الصفحة الرئيسية قصيدة النثر فاطمة عبد القادر تقول “نحو أبواب العروج”

فاطمة عبد القادر تقول “نحو أبواب العروج”

59 مشاهدات 1 دقائق اقرأ

تتشرّف المجلة الثقافية نيابوليس بنشر قصيدة “نحو أبواب العروج” للشاعرة القديرة فاطمة عبد القادر التي شاركت بها في مجلس الأنس والأدب في دورته الرابعة تحت شعار: “الشعر يجمعنا… والحلم يوحدنا” بتنظيم من مجالس الأنس والأدب بنابل وذلك يوم الأحد 29 جوان 2025 بالفضاء العائلي بروكس بنابل.

القصيدة:

كنت ألهو في الحياة كالمها
أففز بين العيون
أنسج الحلم وأبنِي لي قلاعا في الأعالي
رافضهْ كل السْجون

كان حلمي أن أراني طائرة
دون قيد يدمي نبض معصميّ
دون قسّ يقبض ليلا عليّ
وارتميت في مدارات الحبور
اقطع الليل الجسور
كنت أسقي في طريقي كلّ جَدْب
ثم أعلو في ارتحال كالطّيور

هذه الدنيا جبال من خطايا فاخره
هذه الدّنيا فتون.. وفصول ساخرة
تأخذ الانسان سبْيا للّماها
ليس يرضيه سواها

كيف أنجو من خطايا ساقني الحبّ إليها
كيف أغدو كملاك في الغيوب
هذه الدّنيا سقتني حين جادت بسخاء
وأراقت خمرها فوق الشفاه
وأَرتني رغد عيش وصنوفا من رفاه
إن قلبي يا إلهي لك منه كلّ حبّ فاض عن سور الوتين
إن قلبي كالقلوب يخطئ رغم اليقين
إنما المرء ضعيف حين يهوى
يلبس ثوب الجنون

في مواقيت التجلّي في ترانيم الخشوع
تصعد الاشواق مني نحو ربي
والصّفا مني يضوع
يخرس النور بقلبي
كل وسواس رجيم
غير أن الأوب منّي لا يدوم
أمضي عدوا نحو أنخاب الحياة
أغنم منها كؤوسا من نعيم
وأعود لطقوس الأوب أختار النجاة
كم تبقّى في الحياة..؟
يملأ الدّمع الغزير محجريّ
كلّما ألفيت ربي يستجيبْ
فإلهي رغم طيشي يسكن فيّ قريبْ
هذه الدّنيا تلوّح دوما لاشتهائي
هذه الدّنيا تزيد بالسّخاء في بلائي
إنّني أرنو لعفو من إلهي وخروج
وطريقٍ يحذو روحي نحو أبراج العروجْ
يا رفيقي لا تسلني كيف أنكرت الدّنى
إنّا صرنا في ختام العمر نعدو غرباء
تسحب منّا حصيّات الطريق
يفلت الكفّ الرفيق
نقطع العمر وجوما في دروب الانتهاء
لا تسلني كيف أنكرت اللّيالي السّاهرات
وتنكرت لهمس من نجوم سامرتنا لامعات
إنّما العمر معنّى بالسّراب
واستفقنا يارفيقي حين أدركنا اليبابْ
فإذا الدنيا التي قد فديْناها بعمر..
قد غدت بحر سراب
واذا الدّرب الذي شقّه النّهر يباب
واندفعت أنضو عن عمر القصير
ما تبقى فوق جسمي من لباس الدّنيا
من لطف الحرير
إن هذا العمر ماض في سطور
في ثنايا الموت في صمت القبور
سينادينا مناد ذات صور كي نعود
ندرك معنى الوجود
ذات يوم تسقط الألوان منّا …نفرغ كل الجيوب
إن هاذا العمر أفّاك غرور
ان هذا العمر لصٌّ…حُصِّل ما في الصُّدور…

  • شاعرة تونسية
    أستاذة تعليم ثانوي، شاعرة، عضو اتّحاد الكتّاب ،صاحبة الصّالون الثقافي "قمر الزهراء "،عضو في نادي إضافات بحمام الأنف ،عضو بمسرح السّنديانة لي ثلاث مجموعات شعرية وهي رحيل الورد" و " جارة وجه القمر"و "قيامة الورد " و مخطوطات شعريّة أخرى جاهزة للطّبع .

اقرأ أيضا

أترك تعليقا