الصفحة الرئيسية قصيدة النثر فاطمة عبد القادر تقدّم نصا نثريا بعنوان “قيامتي الباذخة”

فاطمة عبد القادر تقدّم نصا نثريا بعنوان “قيامتي الباذخة”

87 مشاهدات 1 دقائق اقرأ

جسدي الذي دَفن تفّاحَه على ضفّة الاشتهاء
نُفي خلف الأعمار واستسلم للخريف الحزين
أنا الّتي أوصلتُني إلى باب السّراب وقفلت راجعة
كم وردة نامت على وعد السحاب

لي قيامات هادئة بلا قرع
تبعثني كلّما ألحّ عليّ الرّبيع
وسدرة منتهى التّعب الوجيع ترصد تعبي الغائرَ في ورقي
تعلّقه حطبا على الأسوار البعيدة
تبيعه لزبائن الحزن وبائعي الخردة والانكسار

لغة من حرير.. ونبيذ
تصدّر للفكرة ترنّحها
وتمنحها كؤوسا من الخيال البعيد.. وصك مغفرة بلا أجل

لغة من حرير ونبيذ وخرير
سكبها باخوس على ثغري في قبلة قيامتي الأخيرة

كلما تمايل البوح استقرّت الضّحكات في عين الكلام
وتهيّأ طيني الحزينُ للكف اللّذيذ يعجنه بالشمس… بالعنب بالأرجوان
بالخيال النّابت على سرر الخيال

حديد النّافذة المقرورة على جدار الماضي
كان مرفعا لرأسي قبل قياماتي
يطلّ منها على هول محارق
أكلت جوانب القمر البريء
ورمت قشور الضّياء في فم العتم
تلوكها ألسن من صديد

سأعيد من المنفى لميعاد البداية
طعم الأرض مع جسدي
وروائح البحر السليبة
وأنبت على خصري
فصول الشّروق…وبذور البدء
وأعيد مواسم الإزهار وأعيد مكائن الاعمار.

هذا العمر كان فتوقا تنزّ خطى ومسافات
كان دوارا للرّيح يقلّب ذاكرة التّاريخ
وأنت الذي تنبت من عينيك البلاد
تسوق المخمل من الجنوب لتستر به نزف جراحاتي

راعية للحبّ أنا الآن
ونبع للطّير المرتحل إلى النّصف الآخر من الأرض
سيدة تقيم على شفتيها ولائم اللّغة.. وآيات النّشور
فاشربوا إن شئتم بلا طلب
أنخاب قياماتي

الشاعرة والناقدة فاطمة عبد القادر

  • شاعرة تونسية
    أستاذة تعليم ثانوي، شاعرة، عضو اتّحاد الكتّاب ،صاحبة الصّالون الثقافي "قمر الزهراء "،عضو في نادي إضافات بحمام الأنف ،عضو بمسرح السّنديانة لي ثلاث مجموعات شعرية وهي رحيل الورد" و " جارة وجه القمر"و "قيامة الورد " و مخطوطات شعريّة أخرى جاهزة للطّبع .

اقرأ أيضا

أترك تعليقا

سجّل اسمك وإبداعك، وكن ضيفًا في محافلنا القادمة

ندعو الأدباء والشعراء وسائر المبدعين إلى أن يُضيئوا حضورهم بيننا بتسجيل أسمائهم وتعمير الاستمارة التالية، ثم النقر على زر «أرسل» ليكون اسمكم ضمن قائمة الدعوات إلى تظاهراتنا الثقافية القادمة — حيث يلتقي الإبداعُ بنبض الحياة، وتُصاغ الكلمةُ في فضاءٍ يليق بكم وبأحلامكم.