75 حين يولد الاستثناء بالقلب،لا يحتاج إلى إعلان ولا برهان،يكفي أن تهتز الروح مرة واحدة،حتى تدرك أن شيئًا غير مألوفمر من هنا…شيء يشبه المعجزةولكنه يمشي على قدمين. حين يولد الاستثناء،تنفتح أبواب لا تُرى،ويمتد طريق كان مختبئًابين ضلع وحلم،وتنقلب المواسم داخلناكأن الربيع قرر السكنىفي صدورنا إلى الأبد. ليس الاستثناء وجهًا نعجب به،ولا كلمة نرتجف لها،بل هو ذلك الأثر الهادئالذي يزرعه حضور أحدهمفي قلب اعتاد الصمت طويلًا.هو رجفة الأمانحين يشتعل العالم،ويد خفيةتسحبنا من حافة الانطفاء. حين يولد الاستثناء بالقلب،يتغير شكل الحزن،يصبح أقل قسوة،كأن أحدهموضع وردة في جيب الغيم،وقال للقدر:“تمهل… هنا قلب يستحق النجاة.” الاستثناء أن نجد أحدًالا يشبه أحدًا،يمر في حياتناكما تمر النسمة على جرح قديم،فتعيد إليه القدرة على التنفس.أن يعيد ترتيب الفوضى فينا،ويرد للنبض إيقاعه،وللنفس معناه. وحين يولد الاستثناء بالقلب،لا يعود القلب كما كان،يصبح أكبر قليلًا،أحن كثيرًا،وأقرب إلى نفسهمن أي وقت مضى. ذاك هو الاستثناء…لا نبحث عنه،هو الذي يعثر علينا،في اللحظة التي نكون فيهاأشد حاجة إلى الضوء،وأقل توقعًا للمعجزات. الشاعرة غزلان حمدي