الصفحة الرئيسية قصيدة النثر غزلان حمدي تكتب “حين يولد الاستثناء بالقلب!!”

غزلان حمدي تكتب “حين يولد الاستثناء بالقلب!!”

75 مشاهدات 1 دقائق اقرأ

حين يولد الاستثناء بالقلب،
لا يحتاج إلى إعلان ولا برهان،
يكفي أن تهتز الروح مرة واحدة،
حتى تدرك أن شيئًا غير مألوف
مر من هنا…
شيء يشبه المعجزة
ولكنه يمشي على قدمين.

حين يولد الاستثناء،
تنفتح أبواب لا تُرى،
ويمتد طريق كان مختبئًا
بين ضلع وحلم،
وتنقلب المواسم داخلنا
كأن الربيع قرر السكنى
في صدورنا إلى الأبد.

ليس الاستثناء وجهًا نعجب به،
ولا كلمة نرتجف لها،
بل هو ذلك الأثر الهادئ
الذي يزرعه حضور أحدهم
في قلب اعتاد الصمت طويلًا.
هو رجفة الأمان
حين يشتعل العالم،
ويد خفية
تسحبنا من حافة الانطفاء.

حين يولد الاستثناء بالقلب،
يتغير شكل الحزن،
يصبح أقل قسوة،
كأن أحدهم
وضع وردة في جيب الغيم،
وقال للقدر:
“تمهل… هنا قلب يستحق النجاة.”

الاستثناء أن نجد أحدًا
لا يشبه أحدًا،
يمر في حياتنا
كما تمر النسمة على جرح قديم،
فتعيد إليه القدرة على التنفس.
أن يعيد ترتيب الفوضى فينا،
ويرد للنبض إيقاعه،
وللنفس معناه.

وحين يولد الاستثناء بالقلب،
لا يعود القلب كما كان،
يصبح أكبر قليلًا،
أحن كثيرًا،
وأقرب إلى نفسه
من أي وقت مضى.

ذاك هو الاستثناء…
لا نبحث عنه،
هو الذي يعثر علينا،
في اللحظة التي نكون فيها
أشد حاجة إلى الضوء،
وأقل توقعًا للمعجزات.

الشاعرة غزلان حمدي

  • شاعرة تونسية
    غزلان حمدي، شاعرة وأديبة من تونس، تكتب الشعر الحر والنصوص النثرية ببحث دائم عن الجمال والمعنى، وتجعل من الكلمة فضاءً للبوح والوعي وصون الكرامة. هي أيضاً صاحبة مجلة "غزلان" للأدب والشعر والإبداع الفني العربي، وقد نشرت نصوصها في منصات وصفحات ثقافية متعددة، وتفاعلت مع أقلام عربية أسهمت في صقل تجربتها ومنحها أفقاً أرحب للتجديد والتعبير. لا ترى الكتابة عزلة، بل حواراً مفتوحاً مع الآخر ورسالة إنسانية تنير الدروب وتلامس القلوب. تحمل في شعرها كبرياءً يواجه الوجع، وأملاً يحتضن الحياة، مؤمنةً أن الشعر يظل أرقى وسيلة لقول ما تعجز عنه اللغة اليومية.

اقرأ أيضا

أترك تعليقا

سجّل اسمك وإبداعك، وكن ضيفًا في محافلنا القادمة

ندعو الأدباء والشعراء وسائر المبدعين إلى أن يُضيئوا حضورهم بيننا بتسجيل أسمائهم وتعمير الاستمارة التالية، ثم النقر على زر «أرسل» ليكون اسمكم ضمن قائمة الدعوات إلى تظاهراتنا الثقافية القادمة — حيث يلتقي الإبداعُ بنبض الحياة، وتُصاغ الكلمةُ في فضاءٍ يليق بكم وبأحلامكم.