الصفحة الرئيسية قصيدة النثر غزلان حمدي تكتب “بين وشم القلب وظلال العهد!!”

غزلان حمدي تكتب “بين وشم القلب وظلال العهد!!”

44 مشاهدات 1 دقائق اقرأ

مرَّ بي… لا كالعابرين،
كأن نسيمًا يرافق خُطاه،
وفي عينيه دعوةٌ لميلاد قلب،
وفي صوته… حنينٌ جفّاه.

ناداني دون أن ينطق،
فقرأتُ في عينيه رسائل عشق،
قلتُ: مَن أنت يا سارق الصمت؟
يا من أيقظ في قلبي الدهشةَ والقلق؟

أنا الغجريّةُ يا هذا،
نشأتُ على تخوم النار،
وعشقتُ القيد… لأنه لي،
وصادقتُ البُعد كأنّه الديار.

لكنّ صوتك طرق أبوابي،
كعصفورٍ يبحث عن صدر الشجر،
كأنك لم تأتِ من دنيا الناس،
بل من وطنٍ لا يعرف البشر.

قلتَ لي كلامًا لا يُقال،
وكتبتني قصيدةً من سُكَّر،
فأين أمضي؟ وأين أفرّ؟
وحروفي إليك تفرُّ بلا أمر.

تعال إذًا، واكسر كل قيد،
تعال واصنع من نبضي وطن،
أنا لستُ لغيرك، لا تهب قبيلتي،
فقلبي إذا أحبّ… لا يُفتن.

خُذني من بين السنين العِجاف،
وارحل بي من صمت الحجر،
علّمني كيف يكون اللّقاء،
حين يتوقّف النبض عن السفر.

إن كنتَ لي… فأنا لك،
والدنيا تضيق إن لم تكن قدري،
عيناك مرآتي، وصوتك سكني،
فكن آخر الفصول في عمري.

  • شاعرة تونسية
    غزلان حمدي، شاعرة وأديبة من تونس، تكتب الشعر الحر والنصوص النثرية ببحث دائم عن الجمال والمعنى، وتجعل من الكلمة فضاءً للبوح والوعي وصون الكرامة. هي أيضاً صاحبة مجلة "غزلان" للأدب والشعر والإبداع الفني العربي، وقد نشرت نصوصها في منصات وصفحات ثقافية متعددة، وتفاعلت مع أقلام عربية أسهمت في صقل تجربتها ومنحها أفقاً أرحب للتجديد والتعبير. لا ترى الكتابة عزلة، بل حواراً مفتوحاً مع الآخر ورسالة إنسانية تنير الدروب وتلامس القلوب. تحمل في شعرها كبرياءً يواجه الوجع، وأملاً يحتضن الحياة، مؤمنةً أن الشعر يظل أرقى وسيلة لقول ما تعجز عنه اللغة اليومية.

اقرأ أيضا

أترك تعليقا

سجّل اسمك وإبداعك، وكن ضيفًا في محافلنا القادمة

ندعو الأدباء والشعراء وسائر المبدعين إلى أن يُضيئوا حضورهم بيننا بتسجيل أسمائهم وتعمير الاستمارة التالية، ثم النقر على زر «أرسل» ليكون اسمكم ضمن قائمة الدعوات إلى تظاهراتنا الثقافية القادمة — حيث يلتقي الإبداعُ بنبض الحياة، وتُصاغ الكلمةُ في فضاءٍ يليق بكم وبأحلامكم.