الصفحة الرئيسية القصيدة العمودية عمر الشهباني يكتب للثورة الجزائرية 1954

عمر الشهباني يكتب للثورة الجزائرية 1954

الى الوطنيين في عيد الثورة الجزائرية: قصيدة بعنوان "الجزائر الثورة"

77 مشاهدات 2 دقائق اقرأ

أنـا من ثورة المليــــــون آت
من الإصْـــــرار بالعهد البعيدِ

من الأوراس من كل الجزائر
من الهقَّـــار من رملِ الصعيدِ

من الصّحراء من فجٍّ عميـق
من الواحَــــات والبحر المَهِيدِ

على الهــامات أوطادا رُفعنا
إذا صــــــاح المؤذن بالشهيد

لنا التـــــــــاريخ والأيـام منا
نصُـــــــوغ ُخِلاقَها مثل الوليدِ

إذا قلنا لهــــا سيـري جنوبا
لها الركبـــــــان تجري بالبريد

ولو كــان الشمال لنا مسيرا
فكل الأرض تسعــــــى بالرفيد

بلاد لو يسيـــر الدهر فيها
يصوغ الدهر من دهري نشيدي

بلادي والجــــزائر من مداها
كمثل الزهو مسنــــودا بعيدي

أجل شعر”المنــــاضل” كان صدقا
وكان قبله “عبد الحميدِ”

وكـــانا شــــاعرين على نضالٍ
أزالا الرمل عن وجه الوَئِيدِ

إذا قــَــــــالاَ تَأَوَّدَتِ الرّماح
وصاح الريح بالأشجار “ميدي”

وثــــارت في الجزائر كلُّ أرضٍ
وزادت شعْـــلةً نَــارُ الوَقيدِ

ففعل الحرف عند الحسم سيفٌ
زيــــلُ الأسْنَ يأتي بالجديدِ

ليس الجهد يبلغ ما تمنى
ولكن على قدر المقام يطول جيدي

فأرسل يا كليمي الحرف صهوا
فلا حرف إذا خـانت قصيدي

فمن أهلٌ إذا قلنا قريــــــــــضا
على غير الجزائر في العديدِ

وهل طهرٌ بحرف فـــــي كلام
إذا أفضــــى إلى غير المشيد

لها شعري وليس الشعر مني
لها التحنـــــان بـالذكر المعيدِ

إذا قــــامت لنيل المجد أحنت
رؤوسَ المكرمات الى الوهيدِ

شهيد الأرض طهرها فضاء
ومـــاء الخير بالحوض العميدِ

يدور النجم في أرجــــاء أهلٍ
ولا تنظر إلـــــــــى نجم وحيدِ

نجـــوم في الأديم إذا أضاءت
لها هدي علـــــى الأمدِ البعيدِ

أتينـــــــا الدهر نسأله دروسا
عن الأيــــــــام تورث للحفيد

سألنــــا “من له الإقدام؟” هام
وأرسل كفه وحنــــــــى بجيد

وأهطع لم يتمتم بالكَـــــــلام
وألقــــــى بالإشَــــــــارة للبعيدِ

وقَـــال “الشّعر لا يبلغْ مداه
ولا يحيَــــــــا مع الدَّهْر المديدِ”

“إذا قيل القريض بغيْر أهلٍ
كمن صبَّ العطور على الصَّديدِ”

“إذا صغْتم على البلدان مدحا
وشئتم تنسبــون إلى الجدودِ”

“وإنْ قلتم فقولوا في الجزائرْ
ولو زرْتم فـــزوروا بالورودِ”

“فــ”وهران” و”واديها” صروحٌ
و”أطلسها” المعمَّـمُ بالجليدِ”

“وثورتها التي فــــي كلِّ قلبٍ
لها فخْـــــــرٌ يطوِّق كلَّ جيـدِ”

زائر يـــــــــــــا بلاد الواقفين
بوجه الريح تذرو بالوعيدِ

أدام الله عزك يــــا بلاد
فأنت المجد بـالشعب العنيدِ

وأنت القوس في مقلاع سهمي
وأنت الصرح بالقصر المشيدِ

تعــالى الأخضر الممشــوق قدا
بنجم هلالِــك الغض السعيد

ورفرف بالبيــاض علـى جباه
ووشم بالمعـــــاصم كالجريدِ

إذا زأر الجــزائر فـــــي عرين
ترى الأوثان تسقط بالمصيد

أخــــاف على الجزائر يا رفاقي
وأدعــــو الله بالجهد الجهيد

وأدعو العــــالمين الى الصلاة
لكي يرجـوا وبالأمل الشديدِ

بذكر الساجد القوام فجرا
بفضل القارئ الداعي المعيدِ

“يجنبك المكـــاره كي تثنــــي
قوافلنا إلـــــــى البئر الوريدِ”

علوتي يا جبـال على المكدي
وفزتي يـــــا بلاد على المكيدِ

وإنــــي لن أكـون لغير أهلي
وسار الأهل قبلي في العــــديد

وأعمـــامــــي إذا ثرتم أتوْكِ
وكانت صدرهم مرمى الصهيد

تؤازرك العروبة يـــــا جزائر
وبالإسلام كفٌّ للشـــــــريد

سقى الله الجزائر غيث خير
لهـا في المغربين يدُ الحميدِ

فكم قــام الزمان إلى خطاها
لنيل الجــوهر الدسم المفيدِ

أرادت حين جاء الغربُ جندا
وأهدت للوغـــــى كفن الوليدِ

سقت أرض الجدود بما رواها
وضحَّــــى الجد للأبن الحفيدِ

لذاك الزهر أسبغ فـي ثراها
وهــام البحر بالسهل النضيدِ

وللأغـــــــواط واحات وظل
وبالســــــاحات فرســـان لغيدِ

وهذا الجيش حفظ للجــــوار
ومنها الجــار يهفو في المزيد

لتبني المغرب العربي صرحا
وأنف الحر يعلـــــــــو بالرفيدِ

  • شاعر وناقد تونسي
    أبو البيرق عمر الشهباني، شاعر وكاتب تونسي، وُلد يوم 2 ماي 1966 بقبلي الجنوبية في الجنوب التونسي. نشأ بين رمال الواحة ومناخ الصحراء، فتشرّب من بيئته روح الانتماء، وتدرّج في مساره التعليمي بين المدرسة الابتدائية بشارع الحبيب بورقيبة بقبلي والمعهد الفني، ليحصل على شهادة الباكالوريا شعبة الآداب سنة 1987. تنقّل بين تونس والمغرب في مساره الجامعي؛ درس الفلسفة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتونس وصفاقس، ونال منها إجازة سنة 1996، كما درس بجامعة محمد الخامس بالرباط وحصل على إجازة في التصرف اختصاص الإدارة العامة من المدرسة الوطنية للإدارة العمومية، إلى جانب تدرّجه في دراسة القانون العام بالمرحلة الثالثة. زاول العمل الصحفي ككاتب ومحرر لوكالات أنباء وصحف تونسية، ورافق نشاطه الأدبي بانخراط واسع في الحياة الجمعياتية؛ من الكشافة التونسية حيث نال الشارة الخشبية سنة 1985، إلى الاتحاد العام التونسي للطلبة، وجمعية صوت نفزاوة التنموية، وغيرها من الإطارات التي أسهم في تأسيسها. أصدر سنة 1996 ديوانه الفريد المساجلات الشعرية (أجب الثورة يا علي...)، وهو عمل عربي متميّز جمع 23 سجالًا شعريًا في 2600 بيت عمودي بمشاركة أكثر من 40 شاعرًا من مختلف أرجاء الوطن العربي. إلى جانب ذلك نشر مقالات وقصائد في الصحف والمجلات التونسية، منها مجلة الاتحاف. وما يزال يعمل على إصدار دواوين جديدة في مجالات اجتماعية وسياسية وثقافية وحضارية.

اقرأ أيضا

أترك تعليقا

سجّل اسمك وإبداعك، وكن ضيفًا في محافلنا القادمة

ندعو الأدباء والشعراء وسائر المبدعين إلى أن يُضيئوا حضورهم بيننا بتسجيل أسمائهم وتعمير الاستمارة التالية، ثم النقر على زر «أرسل» ليكون اسمكم ضمن قائمة الدعوات إلى تظاهراتنا الثقافية القادمة — حيث يلتقي الإبداعُ بنبض الحياة، وتُصاغ الكلمةُ في فضاءٍ يليق بكم وبأحلامكم.