الصفحة الرئيسية القصيدة العمودية عمر الشهباني: قصيدة بعنوان “غَـــــــــــــزَّاكَ”

عمر الشهباني: قصيدة بعنوان “غَـــــــــــــزَّاكَ”

828 مشاهدات 1 دقائق اقرأ

غَـــــــــــــزَّاكَ’ جَفَاهَا مَنجدُهَا
وَالمَوْتُ القَــــــــــاسِي يُهَدِّدُهَا

لَمْ تَجْنِ مِيَــــــــــــــاهًا تَغْسِلُهَا
من قـــــــــــاني دماها نعمّدُهَا

واشتدّت نــــــــــــار حماستهَا
للحقّ فقــــــــامت تـــــــوقدُهَا

بشبـــــــــــاب ما رضخوا أبدَا
رغم الحكّـــــــام تُنـــــــاشدُهَا

صنع الشّبّـــــــــــــان روايتهم
رغم الأحـــــــــــــزاب تُبَدّدُهَا

قبضـــــــــات الحقّ لها رفعت
بسواعدها وتســـــــــــــاعدُهَا

بدعـــــــــــــاء العجـــز ببحّته
بصلاة اللّيــــــــــــــــل يرفّدُهَا

لا عسس العُـــــــرب ترقّ لهَا
خوفُ’الصـ هيـ ـ وني’يجرّدُهَا

من حكــــــــــــم بلاد تــركعهَا
للغـــــــــــــاصب دوما تُرقدُهَا

خوفا مــــــــــــن فكّ سلاسلهَا
من روح الحـــــــــــقّ تمدّدُهَا

فتسيل عــــــــــروش توابعهم
ما فتــــــــــئ الشّعب يساندُهَا

وعليها قد جلــــــــــــس عبيدٌ
ويد الجـــــــــــــزّار تــواعدُهَا

وتعـــــــــــــود خـرافا يذبحهَا
غــــــــــــازٍ في العيـد يسفّدُهَا

و(الغــــــــزّةُ’) وحدها صامدة
تتســـــــــاءل من تُمسكُ يدُهَا

وتقــــــــاتل بيميــــــــن بترت
ويســــــــــار الجرح تضمّدُهَا

وتقـــــــــــوم على ساق نبتت
فـــــــــي رحم الأرض تولدُهَا

والثدي المكتنز رصـــــــــاصا
يرمـــــــــــي للموت ويحمدُهَا

وجبيــــــــــــن الصّبر لـه ألق
يجني الأمجــــــــــاد وينضّدُهَا

شهداءً فـــــــــي درب رضاهَا
يصنـع أغنيـــــــــــــة ينشدُهَا

والحيرة تملأ خــــــــــــاطرهَا
من بعض عــــواصم تحسدُهَا

فعدوّ الدّهــــــــــــر يكيـــد بهَا
والجــــــار الخـــــــائن يعندُهَا

‘رام الله’ عيـــــــــونها مرْمَدة
ودخــــــــــان القصف يرمّدُهَا

‘غَــ ــ ــ ــزَّةْ’ قَد تَصهَر أمَّتَنَا
تعلـــــــــــــو بالفخر تمجّــدُهَا

في عصر سلاطيــــن الحلوى
بمرار الفتنــــــــــــة نسْــردُهَا

يرثيـــــــــــها الشّعر ويمدحهَا
هجو السّلطــــــــــــان يجدّدهَا

‘غَــــــــــــزَّانَا’ جفَاهَا مَرقَدُهَا
من قَـــــــــــاني دمَانَا نعَمّدُهَا

  • شاعر وناقد تونسي
    أبو البيرق عمر الشهباني، شاعر وكاتب تونسي، وُلد يوم 2 ماي 1966 بقبلي الجنوبية في الجنوب التونسي. نشأ بين رمال الواحة ومناخ الصحراء، فتشرّب من بيئته روح الانتماء، وتدرّج في مساره التعليمي بين المدرسة الابتدائية بشارع الحبيب بورقيبة بقبلي والمعهد الفني، ليحصل على شهادة الباكالوريا شعبة الآداب سنة 1987. تنقّل بين تونس والمغرب في مساره الجامعي؛ درس الفلسفة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتونس وصفاقس، ونال منها إجازة سنة 1996، كما درس بجامعة محمد الخامس بالرباط وحصل على إجازة في التصرف اختصاص الإدارة العامة من المدرسة الوطنية للإدارة العمومية، إلى جانب تدرّجه في دراسة القانون العام بالمرحلة الثالثة. زاول العمل الصحفي ككاتب ومحرر لوكالات أنباء وصحف تونسية، ورافق نشاطه الأدبي بانخراط واسع في الحياة الجمعياتية؛ من الكشافة التونسية حيث نال الشارة الخشبية سنة 1985، إلى الاتحاد العام التونسي للطلبة، وجمعية صوت نفزاوة التنموية، وغيرها من الإطارات التي أسهم في تأسيسها. أصدر سنة 1996 ديوانه الفريد المساجلات الشعرية (أجب الثورة يا علي...)، وهو عمل عربي متميّز جمع 23 سجالًا شعريًا في 2600 بيت عمودي بمشاركة أكثر من 40 شاعرًا من مختلف أرجاء الوطن العربي. إلى جانب ذلك نشر مقالات وقصائد في الصحف والمجلات التونسية، منها مجلة الاتحاف. وما يزال يعمل على إصدار دواوين جديدة في مجالات اجتماعية وسياسية وثقافية وحضارية.

اقرأ أيضا

أترك تعليقا