الصفحة الرئيسية القصيدة العمودية عمر الشهباني: قصيدة بعنوان “الشعر يُركبني جوادا”

عمر الشهباني: قصيدة بعنوان “الشعر يُركبني جوادا”

232 مشاهدات 1 دقائق اقرأ

حوِّم فِــــــي المدائِـــــن عن جديــدٍ
ينــــــيــخ المجد كي أبنِــــي نشيدي

أصعّد مهجتــــــي بنفَـــــاث صدري
إلَــى العليَــــــاء أو أهْــــــــوي ببيدِ

وأبحث عن ثنَـــــــايا مُـــــــوصلاتٍ
وشيْـــــخِ يقتفِــــــــي أثَـــــرَ المُريدِ

يبلّغنــــــي إلـــــــى سُجُفٍ بعَـــــــادٍ
أعُبّ النُّــــــــــورَ منْ كَنَفٍ بَعِيــــــدِ

أتَـــى بِــي الشعر يُركبنـــي جـــوادا
من الكلمَــــات يجمعهَــا قصيـــــدي

ينَــاولنِـــــي عصَــــاه من المعــاني
أربــــــــي الحرف أطعمُــه وَرٍيـــدِي

وألقفهــا أهشّ علَــــــــى حُـــروفي
أحصّنهَـــا من الغــــــــرض البليـــد

وأدفع مَـــــــا تكَـــــــاثف عند نبعي
من العَلَقَـــــاتِ كيْ يصفـــو وريدي

وأَزْلَفَ لِــــي منَ النَّغَمَـــــــات لَحْنًا
أطِيـــــل بها إلَــى النَّجمَـــات جيدي

وَرَتَّبَ عنْـــــدَ ممْشَـــــايَ خُطَــــايَا
فلا أغْلُـــــو ولا ألقِــــــي بريـــــدي

ففي الأشعَــــــــار معنَـــاي ثمار
وعند النّــــــار ألقِــــــي بالحَصِيـــدِ

إذا قَلت القَرِيـــضِ فقل نخيــــــــــل
كصفّ العقْـــــــــد منتَـــــــظمٍ نضيدِ

علاه الثّمْــــــر مِــــنْ نُطَفِ المعاني
وأوسطه يقَـــــــام علَـــــــى الشّديد

بقَــــــــول الحق أجعله رصَــــــاصا
أصيب الظّـــــالميـــــن بلا وعيـــــدِ

إذا أطلقت من قوسِــــي سهَـــــــاما
أعمِّــــــــي أعينا وأقيـــــــــم عيدي

وأعلــــي القَــــاصرِيـن إلى مصاف
من التقديــــــــر والرّأي السّديــــــدِ

وأدنِـــــي للضّعيــف جنَـــاح شعري
ولفظِــــــــي واقف مثل الجنُـــــــود

وأشْــــــــــدو للغَــــــــزالة لو تبدّت
وأهدي للغَــــــــــــزالَـة من ورودي

أنا من حــــــاك من نبضي بحوري
أنا من قَـــال في شعري قصيـــــدي

  • شاعر وناقد تونسي
    عمر الشهباني، شاعر تونسي يُعرف بلقب "أبو البيرق"، يعدّ من أبرز الأصوات الشعرية المعاصرة في الساحة الثقافية التونسية. تميز بحضوره اللافت في المنتديات الأدبية، لا سيما من خلال مشاركاته المنتظمة في "منتدى الشعر التونسي" وملتقيات شعرية محلية وعربية، أبرزها حضوره كضيف مميز في الدورة 39 للملتقى العربي لشعر المقاومة. كتب قصائد تعكس توازنًا دقيقًا بين الأصالة والتجديد، من أبرزها قصيدة "غوث طالوت" التي نُشرت في مجلة "نيابوليس"، وعرضها ضمن فعالية "منبر الشعر والأدب" بمدينة نابل. أسلوبه الشعري يتسم بالقوة التصويرية والرمزية العميقة، حيث يلامس قضايا إنسانية ووطنية بروح معاصرة. كما شارك في برامج إذاعية وثقافية، منها "المقهى الثقافي" على إذاعة Cillium FM، وكانت له إسهامات في قراءات نقدية لأعمال شعراء تونسيين آخرين. عمر الشهباني صوت شعري له مكانته، يُثري الساحة الأدبية بلغته المتفردة وحضوره المتواصل.

اقرأ أيضا

أترك تعليقا