الصفحة الرئيسية القصيدة العمودية عمر الشهباني: قصيدة بعنوان “إلى المعلمين”

عمر الشهباني: قصيدة بعنوان “إلى المعلمين”

838 مشاهدات 1 دقائق اقرأ

مَزِّقْ كِتَابَكَ والْفَظْ فِي اللَّظى الْقَلَمَا *** أنْتَ الْمُهَمَّشُ لا تَزْهُـــو بِمَا عُدِمَا

تلك المحـــــابر جفّت لا مداد لها *** والقسم يهوي على أرض له هدما

لست المحكّم فــي أرجــاء دولتهم *** ولست تكسب من أمجـــادهم قَدَمَا

ولست تبدو لهم فــي ســاحهم بطلا *** ولست تملك من أوهـــامهم دنُمَا

لست المبرّز فــي أوتـــــاد خيمتهم *** يا بئس خيمتهم يــــا بئسها خيما

أنت المعلم تدري ما مكـــــــانتَكم *** صارت مكــانتكم فـــي أرضها أدما

فتّح عيــــونك لا تغلق محــاجرها *** فالأمر أضحــــى على عليائه حلما

من يغفل المجد لا يلقـى قرارته *** من يغفل العلم لا يَبنـــــي له الهمما

يكفيك عيْشُكَ بِالْأوْهَامِ مِنْ زَمَنٍ *** يَكْفِيكَ صَبْرُكَ وَاعْضُضْ إصْبَعًا نَدَمَا

كــــــــــان المُعَلِّمُ فــي أيَّاِمنَا مَلَكًا *** لكنَّ مَجْدَهُ عَنْ أَيّــــــــامِنَا انْصَرَمَا

صـــار المعلم بعد المجد في ضنك *** قد كان راسا الى ارض هوى قدما

تجري السنـــــون عليـه ثم تلفظه *** وقد بكته علـــــى ضيم ومــا عُدما

مــا عَــــــاد دَيْدَنَهُ التَّهْذِيبَ ترْبِيَةً *** يَا ضَيْعَةَ الأمَلِ الْمَعْقُـــــودِ قَدْ رُدِمَا

إنِّــي صنيعك يا من كنتَ تصنعني *** نحْـــو الغداة قرارُ الْمجْدِ قَدْ حُسِمَا

لم أخذُل الفرحَ المزْروعَ فـي خَلَدِي *** كنت المصــــاحبَ ما علِّمْتُهُ قُدُمَا

أبني المعـــارف في نفسي وأرقبها … وما رضيت لتفسي في الهوى رقما

لكن دولتنــــــــا أفنت معـــــــــــارفنا … ومــــا بررنـــا على علم لنا قسما

هل دولة أنت أم مضيــــــــــاع دولتنا … هل دولة أنت أم مضياع ما عُلما

يـــا دولة الألم المخزون في جسدي*** لا مجدَ يَأْتي وأسُّ العلم قد هدما

إن المعلّمَ فِـــــــي التّعليــم قد صدمَ *** فلا رســــولا به صنوا ولا عشَمَا

  • شاعر وناقد تونسي
    أبو البيرق عمر الشهباني، شاعر وكاتب تونسي، وُلد يوم 2 ماي 1966 بقبلي الجنوبية في الجنوب التونسي. نشأ بين رمال الواحة ومناخ الصحراء، فتشرّب من بيئته روح الانتماء، وتدرّج في مساره التعليمي بين المدرسة الابتدائية بشارع الحبيب بورقيبة بقبلي والمعهد الفني، ليحصل على شهادة الباكالوريا شعبة الآداب سنة 1987. تنقّل بين تونس والمغرب في مساره الجامعي؛ درس الفلسفة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتونس وصفاقس، ونال منها إجازة سنة 1996، كما درس بجامعة محمد الخامس بالرباط وحصل على إجازة في التصرف اختصاص الإدارة العامة من المدرسة الوطنية للإدارة العمومية، إلى جانب تدرّجه في دراسة القانون العام بالمرحلة الثالثة. زاول العمل الصحفي ككاتب ومحرر لوكالات أنباء وصحف تونسية، ورافق نشاطه الأدبي بانخراط واسع في الحياة الجمعياتية؛ من الكشافة التونسية حيث نال الشارة الخشبية سنة 1985، إلى الاتحاد العام التونسي للطلبة، وجمعية صوت نفزاوة التنموية، وغيرها من الإطارات التي أسهم في تأسيسها. أصدر سنة 1996 ديوانه الفريد المساجلات الشعرية (أجب الثورة يا علي...)، وهو عمل عربي متميّز جمع 23 سجالًا شعريًا في 2600 بيت عمودي بمشاركة أكثر من 40 شاعرًا من مختلف أرجاء الوطن العربي. إلى جانب ذلك نشر مقالات وقصائد في الصحف والمجلات التونسية، منها مجلة الاتحاف. وما يزال يعمل على إصدار دواوين جديدة في مجالات اجتماعية وسياسية وثقافية وحضارية.

اقرأ أيضا

أترك تعليقا