الصفحة الرئيسية الشعر الحر عصام أحمد الصامت: قصيد بعنوان “ليل أشجان!!”

عصام أحمد الصامت: قصيد بعنوان “ليل أشجان!!”

201 مشاهدات 1 دقائق اقرأ

في لَيلِ أَشجانٍ تَزاحَمَت بِهِ الأَلمُ
وَحَرَقُ الشَوقِ في الأَحشاءِ كَالحُطَمِ

وَنارُ حُبٍ تَلَظّى في فُؤادِهِ
وَقَلبُهُ في مَضاعِ الشَوقِ وَالغَمَمِ

يَشكو إِلَيكَ مِنَ الأَيّامِ ما جَنَت
وَقَهرُ الزَمانِ في صَدرٍ وَفي كَمَمِ

هِيَ الأَماني وَما أَدراكَ ما نَوالُها
إِنَّ الأَماني كَذوبٌ لا يَصِلُ الأَمَمِ

يُضيءُ لَهُ في ظَلامِ اللَيلِ بَيضُها
وَيَبقى الدُرُّ في الأَصدافِ كَالنُظُمِ

فَيا لَيتَ شِعري إِذا ما قُلتُ أَسمَعَني
أَم هَل يُجيبُ وَلا أَسمَعُ مِنَ الكَلِمِ

هَذا الحَبيبُ وَأَينَ المُستَقَرُّ بِهِ
هَذا المُحِبُّ وَأَينَ الأَينُ وَالخَدَمِ

يَطوي عَلى الزَفراتِ الشوقِ مُضطَرِبًا
وَيَدمى مِنَ الوَجدِ قَلبٌ وَفيهِ رَمَمِ

مَجروحُ قَلبٍ لا يَبَرُّ بِجُرحِهِ
مَدى الزَمانِ وَلا يَنسى مِنَ القِدَمِ

هَذا وَلَم يَشكُ مِنَ الأَوجاعِ مُصطَبِرٌ
فَكَيفَ مَن يَشكو مِنَ الأَوجاعِ وَالآلمِ

وَأَدمُعٌ تَجري كَجَريِ المُزنِ مُختَلِفٌ
بَينَ الرُضابِ وَبَينَ النَملِ في القممِ

وَقَلبٌ يَضطَرِبُ الرُعبَ وَهوَ مُطمَئنٌ
وَحالَةُ الحُبِّ لا تَخفى عَلى الأُمَمِ

فَيا لَيلُ كَم مِن حُبٍ قَد أَرَدتَ بِهِ
وَأَنتَ لَيلٌ طَويلُ الظَلمِ وَالكَرَمِ

تَطولُ بِنا وَتَمُرُّ بِنا الساعاتُ كَالدُمى
وَالعاشِقونَ عَلى أَشجانِهِم قُدُمِ

وَصُبحُ بَدرِ التَمامِ مُضيءُ وَجهِهِ
كَالشَمسِ تَطلُعُ مِن بَعدِ الظَلامِ الظُلَمِ

فَنَمضي وَنَدَعُ الأَقمارَ تَجرَحُنا
دُموعُنا وَتَرى مِن جورِنا الأُمَمِ

وَنَشكو إِلَيكَ مِنَ الأَيّامِ ما جَنَت
وَنَستَجلِبُ البَرقَ في الصاعِقِ الرُعَبِ

فَسُبحانَ مَن جَعَلَ الحُبَّ مُصيبةً
وَقَد جَعَلَ الصَبرَ في الصَبرِ عَلى النِقَمِ.

الشاعر عصام أحمد الصامت

  • شاعر وكاتب يمني
    هو شاعر وكاتب وسفير السلام من اليمن، حاصل على شهادة في المحاسبة. يشغل منصب رئيس منظمة السلام والتنمية والطفل وكذلك رئيس مجلس إدارة منظمة نور. كمُبدع، أصدر ديوانًا إلكترونيًا بعنوان: «جوهرة خواطري حتى النهاية». في أدواره الأدبية والأكاديمية، يعمل على تعزيز الثقافة والسلام من خلال الشعر والكتابة، إلى جانب مساهماته في العمل المدني والتنمية المجتمعية.

اقرأ أيضا

أترك تعليقا

سجّل اسمك وإبداعك، وكن ضيفًا في محافلنا القادمة

ندعو الأدباء والشعراء وسائر المبدعين إلى أن يُضيئوا حضورهم بيننا بتسجيل أسمائهم وتعمير الاستمارة التالية، ثم النقر على زر «أرسل» ليكون اسمكم ضمن قائمة الدعوات إلى تظاهراتنا الثقافية القادمة — حيث يلتقي الإبداعُ بنبض الحياة، وتُصاغ الكلمةُ في فضاءٍ يليق بكم وبأحلامكم.