الصفحة الرئيسية الشعر الحر عز الدين الهمامي يكتب “أَمْضِي إلى قَبْرِي وأحْمِلُ قلما…!!”

عز الدين الهمامي يكتب “أَمْضِي إلى قَبْرِي وأحْمِلُ قلما…!!”

قصيدة بعنوان "معلّقة الحرف"

7 مشاهدات 0 دقائق اقرأ

أرضَعَتنِي أمّي القَصِيدةَ أوّلًا
لبنَ الهَوَى، فَغَدَوتُ فِيهَا مُولَدَا

وسَقَتنِي مِن كَفِّهَا أسرَارَها
حَتّى ظَنَنتُ بِأنَّنِي المُتَفَرِّدَا

أبْنِي عَلى الألفَاظِ صَرْحَ خُلُودِها
وأحسَبُ نَفْسِي بِالقَصِيدَةِ سَيِّدَا

كَم مَرَّ بِي فِيك الصّبا مُتَرنِّحًا
يَشْدو ويَقطُفُ مِن رُباكِ تَوَرُّدَا

والآنَ ما أبقَيتِ غَيرَ صَدَى الأَسَى
يَسقِي الفُؤادَ ويَستَعِيدُ العَهْدَا

أَمْضِي إلى قَبْرِي وأحْمِلُ فِي يَدِي
قَلَمًا كَسَيْفٍ مَا يَزَالُ مُجَرَّدَا

لكنَّ شِعْرِي فِي الوُجُودِ وَصِيَّةٌ
يَبقَى صَدَاها فِي القُلُوبِ مُخَلَّدَا

فإذَا طَوَانِي المَوتُ، مَاتَ جَسَدِي
لكنَّ حَرْفِي ظَلَّ رُوحًا سَيِّدَا

ويَبقَى نَشِيدِي فِي القُلُوبِ وَسِفْرُهُ
يَمحُو الزَّوالَ ويَستَعِيدُ المَجْدَا

فَمَا الشِّعْرُ إِلَّا مَنْزِلِي وَمَصِيرُهُ
أَنْ لا يُفَارِقَ رُوحِي أَبَدًا أَبَدَا

وَإذَا تَسَامَى الحَرْفُ يَشْهَدُ مَجْدَهُ
يَبقَى لأَهْلِ الضَّادِ نُورًا مُفْرَدَا

فحَرْفِي دُعَائِي حِينَ يَخْذُلُنِي الفَنَا
وأَرَاهُ فِي الأرْواحِ يَنْبِتُ سُجَّدَا

  • شاعر تونسي
    عزالدين الهمّامي، شاعر وصحفي مراسل، جمع بين الكلمة الموزونة والنص الحرّ، فكتب الشعر الفصيح المقفّى، والشعر الحر، كما طرق أبواب الشعر الشعبي بروح تنبض بصدق التجربة. صدر له ديوان خاص بعنوان "الموج الأحمر"، إضافةً إلى إعداده وجمعه لخمسة دواوين شعرية مشتركة، فضلاً عن كتابته مقدمة لعدد من الدواوين التي أغنت المكتبة الأدبية.

اقرأ أيضا

أترك تعليقا