الصفحة الرئيسية قصيدة النثر عبد الواحد عمري انطبق متوسدا ذهول الغبار !!

عبد الواحد عمري انطبق متوسدا ذهول الغبار !!

نثرية بعنوان : "يقين المقبرة ماء" الجزء(2) كف مكتظ التفاسير

180 مشاهدات 2 دقائق اقرأ

حين تتسمع طرقات الحرف
الكل يصغي، لكنهم يسترقون
إحدى الحواس.

جمجمة الجثمان،
إصغاء المقابر لقصب ينمو قبل تحية المغيب،
أناشيد القتال لا تزهر في عمى الحقد.

ارجع البصر حرفين،
وألتقط آخر الحروف،
وانتقي من ثلث العلة
متفردة الانتماء.

سأخفي وجهي
حين أشرق
خلف سبات النطق،
طائفة أو فئة
من وداعة الماسكين.

إنا رأيناه،
استوى وما اتكأ.

وما أدراك
ما متكأ الانتظام.

إنا بعثناه
من روع الارتباك،
يتقن لغة الأنفاق،
مهارة المئذنة، اتزان القباب.

امتزجت
بما توارى مما لا ترى.
رتلت دهشة الشك،
ترنم متصدعا،
تعابير مكتظة بالاستفسار.

ثقوب الرياح،
ذهول الذاكرة،
انتبه التوهم،
كيف أخترق؟
شقوق القول،
كي لا
أتدفق حمحمات نائحات.

أنفصل عني ومنك،
أودعني،
ربما يفارق الغيث
غفلة الغيم.

رذاذا تمطرني،
أختنق ولا ترتحل،
ناهٍ نهيا منهيّا
بين اليقين والاطمئنان.

مناهج
من عويل التوابيت.
أزف التراب،
قبرك قبرا،
وما لان
من هطل الدعاء.

وإن اللصوص
نهبوا الرخام والنقوش،
رشاقة الخشوع،
ليونة الابتهال،
بعضا من الجثث،
ولم يقرأوا الفاتحة.

أقفلت بين الخفقان والقلق
نوافذ التشتت.
لم يرتمِ
حذو لفائف
تجاور استضاءات أناملي.

انتظمت فوضى النبض،
من يقاسمني فوضاي
فهو آمن،
ومن يسترق أجراسي
فهو آثم.

قلت: تداعى يا جسدي،
زاخرة أضلاعك بمنحنيات الانبثاق.

استشهد دافئ الأطراف،
والأحلام احتضنته.

دمعة الصمت، أطلق زفرتك،
تطلق رنين المدافن،
تخثر قصبا مرفرف الخفقات.

بين الوحدة والترحيل أغنية،
فوق الركام يصعد نجم.
أبصرت غوامض التعابير، تحسست ما انكشف،
وانطبق متوسدا ذهول الغبار.

خانه لون لا يشبه عزفا
أعلى الأنقاض.

بين الطوفان والهدنة والنفق،
لا تبتئس يا حرف،
سنغني سرا ونتلألأ جهرا.

جناحان،
راقت للمخالب كتفي.
ليل
أقل اختفاء
مما كتمت.

شق ما فوق الارتجاج،
حشرجة أخاديد،
أدناهما
رعشة الاهتزاز.

رجفة رجفة،
طمأنينة ارتيابي.
أتهادى ولا أرتعد،
اشتقت من النجوم
لهفة الكهوف،
غرابة المغاور،
تلك تجاويف المعراج،
“إستبراق” قبل الإسراء.

استقصى المغيب غيبا.
قلت: ما يدريك؟
ابتدأت أم انتهت قصيدتي؟
أنبئني وأكتم.

اكتمل بين انشقاق الشظايا،
لم يستعد بالقبو.

إنا سميناه
سدرة الشهداء.

انجذب البصر
من انبهار المواقيت.
إذا لماذا؟
يسامر المنجمون
دهشة التأويل.
أرفع كفك،
تجلى.

مقطوع الركض،
متماسك القبض.
سأقتلع من الاشتياق
ناي ونعش وحرف،
وما تبعثر من الحصى،
لأحصي أضرحة
المبتهجين بالانبعاث.

ما انقشع من أقصى الحلق،
قيامة الانبثاق.

حرمت على الحواس
حسيس السرائر.
تمنى
قبلة توديعا ومشيعات.
تلك
رفة الانتهاء.

من منهما
استهنأ هدأة الزهاد؟
إذا لماذا؟؟
استحسن الورد
غفوة الجفاف.

طالت مطاردة الالتماع،
استفاق مشعا
بين السهو والإدراك.
هدم مشكاة العاشقين،
استغوى الندى،
اعتصر براءة الحشر.

لا الملح تتعطر،
ولا البياض تلطخ.

تجانست المترادفات.

قريب من الخلوة،
والانعزال أقرب.
من الرغبة والقصيد معكم،
والليل يترقبني ويرقبني.

أبتسم وخلف وجهي
وردة غفلت الغيمة عن إيقاظها.
استيقظت، أدركتني الريح،
وسألت ألوانا تشبه تماما
ملامح الارتعاش.

مزجت أو رتبت
ما خبأت: سقف، باب، نافذة.
ماذا سيفتح؟ وماذا ثقبت؟

لكل سقف سماء وله الأرض،
لكل نافذة نجم ونجم،
والقمر يطرق باب الصقيع.

لا تمكث متشردا،
ما تساقط من الشغف ندى،
قبل زهرة مال
غصنها ولم تنكسر.

حاول اقتلاعها، تحيطها
أو تحنيطها بماء.
الشمع واستعر
ما أضاء منها،
واهجر المشاعل
لمسرب الاشتعال.

استأنست ما أنس الرعاة
بين الربوة والبركان.
انفجر الاسوداد ملتحفا
عباءة اللاهثين.

تقدم الناي، رافقته،
وتخلف الحاقدون.
خفقاتي
بريئة من دمي.

اقرأ أيضا

أترك تعليقا