شهيدُ الأرْضِ تُحْيِيهِ الأمانِي
وتَرْفَعُهُ إلى الأعْلَى المَـــــــــــــــــــعانِي
وتَغْسِلُهُ قُلوبُ العَـــيْـنِ حُــــبًّا
وتَدْفِنُهُ بأكْــــــــــــــــــفانِ الحَــــــــــــنانِ
وتُرْسِلُهُ إلى الأوْطانِ شَمــسًا
لِتَنْصُرَهُ عــــــلى قَتْلِ الجَـــــــــــــــــــبانِ
ويَحْيا في قلوبِ الـــنّاسِ دَوْمًا
وتُكْرِمُهُ أَقَانيمُ الزَّمَــــــــــــــــــــــــــــانِ
فقدْ ساحَتْ دِماؤُهُ دُونَ نُضُوبٍ
وغطَّتْ في المَدَى كُــــــــــــــلَّ الْمَكانِ
وقــــــــالَتْ لِلتُّرابِ المُسْتَباحِ:
” ألا عانَقْتَني في كُــــــــــــــــلِّ آنِ؟ “
وصاحَ شَهِيدُنا في كُـــــلِّ فَخْرٍ
وفي عِزِّ المَقالَةِ والْبَــــــــــــــــــــيَانِ:
” هِيَ الْأرْضُ الّتي جَأَرَتْ بصَوْتٍ
شَدِيدِ الحَـــــــــقِّ في أعْلَى العَنانِ
فلَبَّيْتُ النِّدَا مِــــــــــــنْ أجْلِ شَعْبي
وقَبَّلْتُ المَنايا فــــــــــــي اِحْتِضانِ
وأسْلَمْتُ الإلهَ زِمامَ أمْـــــــــــــري
وقدْ أهْدَيْتُ روحـــــــــــي لِلْجِنانِ
فَذِي الشّمْسُ تَعْلُو مِثْلَ صِيــتِي
وذِي الأرْضُ تَصْحُو مِــــــــنْ كِياني
وكُلُّ النّاسِ تَعْرِفُ مَكْرُمَـــــاتي
وتَلْهَجُ بِاِنْتِمائِي واِئْتِـــــــــــــــــمَاني
فماذا أرْتَجي بَعْدَ اِنْتِصاري؟
علَى الأوْغــــــــــــــادِ غَيْرَ الْاِمْتِنَانِ؟
ألاَ يا أَيُّهَا الشُّهَداَءُ نامُــــــوا
بِجَنّاتِ الْخُلودِ بِزَعْفَــــــــــــــــــــرانِ
فَقَدْ جُدْتُمْ بِــــــــما لَدَيْكُــــــمْ
وعِشْتُمْ في مَوَاويلِ الْأَغـــــــــــانِي
وأبْصَرْتُمْ مِنَ الأعْلَى بِلادًا
تُحَيِّيكُمْ بِآلافِ الْتَّهانـــــــــــــــــــــاني
وتَهْواكُمْ بِمِقْـــــــدارِ الهُيامِ
وتَعْشَقُكُمْ كَــــــــــــــــما عِشْقِ الغَوَانِــــي
وتَحْسَبُكُمْ هُنا شُهَــداءَ أرْضٍ
تَغَشَّتْها أحــــــــابيلُ الْهَــــــــــــــــوانِ
وذِي الأرْواحُ تَسْــري في هُدوءٍ
وفي المَلَكُوتِ تَجْـــــري في اِتِّزانِ
أَلاَ يا أَيُّــــــــــــها العُشَّاقُ ثوروا
سريعا زلزلوا كُلَّ المَكانِ
قُومُوا حَطِّمُوا كُـــــــــــــلَّ الْقُيودِ
وأَيْضًا حَـــــــــــــرِّموا كُلَّ اِمْتِهانِ
فَهَذِي ثوْرَةٌ لاحَتْ قُــــــــــــدُومًا
عَلَى عَجَلٍ ولمْ يَكْذِبْ لِــــــــــساني
وهَـــــا إنِّي أراها مِنْ قَريبٍ
تَبانُ بِخارِطَتي رُؤْيا العِــــــــــــــــــيانِ