494 ها أنا أعود من صدعٍ في المعنى كأنني كنتُ نقطةً في جملةٍ لم تُكتب أو ظلًّا يتبع ضوءًا لا يعترف بالظلال في العزلة أسمع صوت ارتطام أفكاري بجدران الوعي ولا أرى سوى ظلي وهو يتقشّر من ملامح الآخرين ولا أرتدي سوى قميص الوجود حين يتجرّد من الأسماء أخلع اللغة لأرتدي المعنى وأخلع المعنى لأرتدي الصمت نعم، تحررتُ من واجب المجاملة، ومن طقوس التبرير التي كانت تُخيط لي وجوهًا لا تشبهني ومن عبء أن أكون كما يريد الآخرون وصرتُكما لا يتوقع أحدكاحتمالٍ لا يُراد له أن يتحقق. في العزلةاكتشفتُ أننيكنتُ أعيش في مسرحٍ بلا خشبةالابتسامة تُوزَّع فيه كمنشورٍدعائيوالصمت يُفكَّك كرمزٍ في معجم الآخرينكنتُ أُؤدي دورًا لم أكتبهوأُصفّق لنفسي كي لا يسمعني أحد الآنلا جمهور لي سوى الأشجارالتي لا تُصفّقولا نقدَ سوى من الريح التي لا تكتب تقاريرولا تصفيقَ سوى من قلبي حين يهدأكأنني أتنفّس للمرة الأولىوأولَد من غيابٍ لا يُحتفل به في هشيم الصمتتتكشّف لي وجوهٌ لا تُرىفي الضوءوجوهٌ ترتدي أقنعةًتُشبه المرايا حين تُعميوتُشبه الصدقات حين تُشترى بها الأصواتكأنهم يسرقون الضوء ثم يبيعونه كمنحةيُراكمون المجد من فتات الجوعويُسمّون السرقةرعايةواليد التي امتدت لتأخذهي ذاتها التي تُصفّق لنفسها أحدهمكان يزرع اسمهفي حقول الآخرينويحصد التصفيق من تعبهمثم يُراوغويُرافعكأن الجريمة إذا نُطقت بلغةالنصحتصبح صلاةوكأن الفضيلة تُقاس بعدد المتفرجين لكن الضوء لا يعرفهمولا يعترف بمن يطلب الجمهورقبل الفعلولا يُضيء وجوهًا اعتادت أن تُرى أكثر مما ترىيسكنون صداه لا جوهره أصبحتُ أرى الأشياء كما هيلا كما تُعرض في واجهات الرأي العامالكتاب صار كتابًاوالقصيدة صارت نبضًالا ترندًاوالحبالحب صار ارتباكًا مقدّسًا لا إعلانًا تجاريًافالشعور حين يُعلنيفقد دمه أدركتُ أنني حين أكون وحديأكون أكثر حضورًا في هشيم الصمتلا أحتاج أن أشرح نفسيولا أن أبرّر حزني الذي لا يعرف اللغةولا أن أبتسم حين لا أرغبكأنني أخلع قناعًا لم أكن أعلم أنني أرتديهوأتنفّس من رئةٍ لا تطلب إذنًا لتتنفّس أكتب الآن من قلبٍ هادئمن عقلٍ لا يلهث خلف القبولمن روحٍ وجدت في الغياب حضورها الأجملكأن الضوء لا يُرى إلا حين يُطفأ الضجيجوكأن الضجيج لا يُطفأ إلا حين يُنسى الجمهور أنا لستُ ضد أحدلكنني ضد أن أُقاس بمقاييستتغير كل موسمضد أن أُصنّف في رفوفكمنتجٍ قابلٍ للتداولوأرفض أن أُباع في مزاد الرأي العام العزلة ليست جدارًابل نافذةأطلّ منها على نفسيوأرى كم كنتُ غريبًا عني وهكذاكلما ابتعدتُ عن الضجيجاقتربتُ من الضوءوأستطيعإذابة اسمي في وهجٍ لا يحتاج توقيعًا.