الصفحة الرئيسية قصيدة النثر روضة نعمان تقدم نصا نثريا بعنوان “انعتاق”

روضة نعمان تقدم نصا نثريا بعنوان “انعتاق”

82 مشاهدات 0 دقائق اقرأ

هكذا كنتُ…
منهكةّ في سفر بعيد المدى… متقطع،
و هكذا سأكون،
كما لو لم تكن يوما ذكرى تنتابني،
ألما يحاصر قلبي، يدا تؤلم خاصرتي،
حلما رماديا في رتابة الايام،
خطوات أدوسها إلى وجهة لا أعلمها.

لن أدعك تطرق أبوابا أغلقتها،
لن أدعك تقودني لاحتراق آخر يلائمك.
سأمضي ناسية،
رقيقة الشعور كما عهدتني،
بدونك خفيفة كوهم لا يتحقق،
كسراب تباغته فتزداد ضمأ.

هكذا سأمضي…
أمد يدي إلى النوارس،
أُغريها بالرحيل،
فالبحر ساكن، والارض جدبى.

أعود فأطعم قطي الجائع،
أواسيه علّه يشفى… يتكور… يدفأ.
أتبع نقيق ضفادعي النائمة،
أعود،
أرمي بقلبي لفراخي فتحلق،
أطعم ضعفي فيشتد،
أنثر قمحا على نوافذي العتيقة
علّ العصافير الراحلة تعود…..

الشاعرة روضة نعمان

  • كاتبة تونسية
    مساعدة بيداغوجية للّغة العربية، وأستاذة مميّزة فوق الرتبة في التعليم الابتدائي، كرّست سنواتٍ طويلة لخدمة التعلّم وبناء جيلٍ يرى في العربية وطنًا للحرف والجمال. بخبرتها التربوية وحسّها الإنساني، جعلت من القسم فضاءً يحتضن الموهبة ويُنمي حبّ اللّغة لدى الناشئة. تكتب النثر والخواطر منذ سنوات، بنبرة دافئة تنطلق من أعماق التجربة الإنسانية، وتلتقط التفاصيل الصغيرة لتصنع منها نصوصًا مفعمة بالشفافية والدهشة. ولأن القراءة كانت رفيقتها الدائمة، فقد كوّنت ذائقة أدبية رفيعة جعلتها أكثر قربًا من جماليات السرد والشعر. ولها محاولات في كتابة القصة القصيرة، تنسج فيها رؤى إنسانية تتقاطع فيها المشاعر مع التأمل، لتخطّ طريقها بثبات في المشهد الأدبي. صوتٌ هادئ، لكنه عميق، يواصل النضج والتوهج عبر الحرف.

اقرأ أيضا

أترك تعليقا

سجّل اسمك وإبداعك، وكن ضيفًا في محافلنا القادمة

ندعو الأدباء والشعراء وسائر المبدعين إلى أن يُضيئوا حضورهم بيننا بتسجيل أسمائهم وتعمير الاستمارة التالية، ثم النقر على زر «أرسل» ليكون اسمكم ضمن قائمة الدعوات إلى تظاهراتنا الثقافية القادمة — حيث يلتقي الإبداعُ بنبض الحياة، وتُصاغ الكلمةُ في فضاءٍ يليق بكم وبأحلامكم.