رحيل سيدة المسرح العربي سميحة أيوب بعد مسيرة فنية حافلة
غيب الموت، اليوم، الفنانة المصرية الكبيرة سميحة أيوب عن عمر ناهز 92 عامًا، بعد صراع مع المرض، تاركة وراءها إرثًا فنيًا ثريًا شكّل جزءًا أصيلًا من تاريخ المسرح والدراما العربية.
وتجدر الإشارة إلى أن سميحة أيوب وُلدت في حي شبرا بالقاهرة عام 1932، وتخرجت في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1953، لتبدأ بعدها رحلة فنية استمرت ما يقرب من سبعة عقود، برزت فيها كواحدة من أعمدة المسرح العربي. وقد عُرفت بلقب “سيدة المسرح العربي”، وهو لقب لم يُمنح لها عبثًا، بل كان انعكاسًا لمكانتها وإسهاماتها الكبرى في هذا الفن.
كما يُذكر أن من أبرز أعمالها المسرحية: “سكة السلامة”، “رجل في القلعة”، “السبنسة”، و“الناس اللي في التالت”، حيث جسدت خلالها أدوارًا ذات طابع إنساني ووطني، مكّنتها من أن تحفر اسمها بحروف من ذهب في الذاكرة الجماعية للمسرح المصري. أما على صعيد الدراما التلفزيونية، فقد شاركت في مسلسلات خالدة مثل: “الضوء الشارد”، “أم كلثوم”، “العار”، وغيرها من الأعمال التي لاقت نجاحًا جماهيريًا واسعًا.
وقد تولت الفنانة الراحلة مناصب إدارية بارزة، إذ شغلت منصب مديرة المسرح القومي بين عامي 1972 و1985، وأسهمت في نهضة المسرح المصري من خلال دعمها للمواهب الشابة وتشجيعها للأعمال الجادة ذات الرسالة. وقد تم تكريمها في العديد من المحافل المحلية والدولية، ومنحتها الدولة وسام الفنون والآداب من الطبقة الأولى.
ولا بد من الإشارة إلى أن سميحة أيوب لم تكن فنانة فحسب، بل كانت مدرسة في الأداء ومُلهمة لأجيال من الفنانين، وقدمت نموذجًا نادرًا للفنان الملتزم بقضايا وطنه ومجتمعه.
برحيلها، يُطوى فصل من فصول الإبداع في تاريخ الفن المصري والعربي، غير أن أعمالها ستظل شاهدة على عبقرية أداء وصدق رسالة، لا يعرفان الموت.