أَنا المُقاوِمُ، عَلَى المَوتِ مُدَرَّبٌ
أَنا الشَّظِيَّةُ فِي جَسَدِ الوَطَنِ
وَصَدْرِي مَخْزَنٌ رَصَاصٌ وَغَضَبٌ
لَا وَقْتَ لَدَيَّ لِأَلُومَ الزَّمَنَ
رَاضُونَ بِقَدَرِنَا، لَا عَتَبَ
مَاضُونَ فِي الدَّرْبِ رُغْمَ المِحَنِ
لَا تَشْفِقُوا عَلَيْنَا بِحَقِّ الرَّبِّ
أُرْسَلْتُ إِلَى الرِّفَاقِ وَصِيَّتِي
هَذَا شِعْرِي قَدْ كُتِبَ
لَا تَدْفِنُوا سِلَاحِي فِي تُرْبَتِي
ارْفَعُوهُ عَالِيًا فَوْقَ السُّحُبِ
فَإِنِّي أَرَى وَجْـهَ مَنِيَّتِي
فِي بُنْدُقِيَّةِ قَنَّاصٍ يُصَوِّبُ
نَحْوَ طَابُورِ الجُوعِ يَرْمِي
هَدَفُهُ الرَّأْسُ أَوِ القَلْبُ
جَعَلُوا الجُوعَ أَدَاةً لِلهَلَاكِ
المَوْتُ فِي غَزَّةَ مِنَّا يَقْتَرِبُ
مَعَ أَنَّ الجُوعَ وَحْدَهُ فَتَّاكٌ
يُمَارَسُونَ الإِبَادَةَ كَاللَّعِبِ
جَرَائِمُهُمْ بِدَمٍ بَارِدٍ تُرْتَكَبُ
بِالصُّورَةِ، بِالصَّوْتِ، بِلَا ارْتِبَاكٍ
دُونَ خَوْفٍ مِنْ مَسَاءَلَةٍ
كَأَنَّ الجُوعَ عِنْدَهُمْ ذَنْبٌ لَا يُغْتَفَرْ
وَأَطْفَالٌ فِي خَرَائِبِ البُيُوتِ
بَيْنَ تَرْتِيلِ القُرْآنِ وَالصَّلَاةِ
مَسَاجِدُنَا بِلَا سِجَادٍ وَلَا شُمُوعٍ
تِلْكَ هِيَ غَزَّةُ مَعَ الغُزَاةِ
مَدِينَةٌ تَرْفُضُ الهَزِيمَةَ وَالخُضُوعَ
تَتَحَدَّى النِّيرَانَ وَالقَذَائِفَ فِي سُكَاتٍ
كَأَنَّ الجِيرَانَ مَا سَمِعُوا الانْفِجَارَاتِ
الحُدُودُ بَيْنَنَا قَرِيبَةٌ
وَالأَنْفَاقُ رُدِمَتْ بِقَرَارَاتٍ
كَانَتْ عَوْنًا لَنَا فِي أَيَّامٍ عَصِيبَةٍ
لَا نَطْلُبُ شَفَقَةً وَلَا دُمُوعًا
المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ، عَلَّمَتْنَا الشَّرِيعَةَ
دَعْمُهُ وَاجِبٌ، وَغَدْرُهُ مَمْنُوعٌ
لَنَا اللهُ خَيْرُ نَصِيرٍ
وَلَنْ نَرْضَى الهَزِيمَةَ