الصفحة الرئيسية القصيدة العمودية جميلة بلطي عطوي تكتب “كيفَ الحياةُ والكوارثُ جمّةٌ!؟”

جميلة بلطي عطوي تكتب “كيفَ الحياةُ والكوارثُ جمّةٌ!؟”

قصيدة بعنوان "يا ويلنا "

290 مشاهدات 1 دقائق اقرأ

جفّت عيون الخلق من فرط البُكا،
فالصّمتُ خزيٌّ، والمدامعُ تُحرِقُ.

يا ويلَ قومي في الجَبانةِ أبحروا،
قد ضاعَ منهم مجدُهم وتفرّقوا.

العجزُ قهرٌ، والسّكوتُ جَريرَةٌ،
إنّ التّغاضي كالخِضَمِّ يُغرِقُ.

يا من دفنتم في الرّمالِ رؤوسَكم،
هذي الطّفولةُ في المآسي تُسحقُ.

كيفَ الحياةُ، والكوارثُ جمّةٌ،
والظّلمُ بومٌ في المرابعِ ينعقُ.

والموتُ صارَ قرينَ قومٍ أدركوا
أنّ الحياةَ بغيرِ عزٍّ تُرهِقُ.

فسقوا سلامةَ أرضِهم بدمائِهم،
من أجلِ يومٍ فيه شمسٌ تُشرقُ.

حكّامُنا باعوا القضيّةَ جَهرةً،
يا ويلَهم، إنّ الخيانةَ مأزقُ.

النّاسُ تسعى للجلادِ بجهدِها،
فيُصيبُها عجزٌ مقيتٌ مُقلِقُ.

كيفَ السّبيلُ، ولا سبيلَ لغَزوةٍ،
من فجرِها ضوءُ العدالةِ يبرقُ؟

نحنُ هنا بتنا قطيعًا عاجزًا،
يا ويلَنا لمّا الحسابُ يُطبَّقُ.

يا ويلَنا لمّا السّماءُ تصدُّنا،
والأرضُ منّا كالسّماءِ تُفارِقُ.

يا أمّةً باعت شعارَ وجودِها،
من أجلِ كسبٍ بالمهانةِ يُمحَقُ.

هم وحدَهم رسموا دروبَ العزّةِ،
رغمَ الدِّما والحزنِ كَلمٌ ساحقُ.

من أرضِها ومضت ملامحُ عَودةٍ،
إنّ الكرامةَ في المنايا تُورِقُ.

  • كاتبة وشاعرة تونسية
    حاصلة على الأستاذية في اللغة والآداب العربية من كلية الآداب والعلوم الإنسانية 9 أفريل بتونس، إضافة إلى شهادة تكميلية في الفرنسية العصرية ولغة الصحافة. تعمل أستاذة للغة والآداب العربية والترجمة بالمعاهد الثانوية. وهي متزوجة، أمّ وجدة، وتُعدّ الكتابة والأدب هوايتها الأولى التي تمارسها قراءة وإنتاجًا. شغلت عدّة مسؤوليات ثقافية وأدبية، من بينها رئاستها لنادي الأدباء الشبان سابقًا، ونيابة رئاسة جمعية ملتقى الحرف الأصيل الثقافية، كما تشغل منصب المستشار الأدبي لمؤسسة الوجدان الثقافية. وهي عضو في اتحاد الكتاب التونسيين، وعضو في نادي السرد توفيق بكار، ونادي الشعر باتحاد الكتاب التونسيين، إضافة إلى رئاستها لنادي "في رحاب قرطاج للثقافة" بالمكتبة الجهوية في تونس، فضلًا عن مشاركتها في العديد من المنتديات الافتراضية الوطنية والعربية. لها حضور فاعل في المشهد الأدبي من خلال تقديمها دواوين شعرية لشعراء تونسيين وعرب، ومشاركاتها في تظاهرات وأمسيات شعرية على غرار "أيام قرطاج الشعرية"، و"شاعر تونس"، وإحياء ذكرى أبي القاسم الشابي. كما كانت عضوًا في لجان تحكيم لمهرجانات أدبية، منها مهرجان القصة القصيرة بمساكن (2016 و2023)، بالإضافة إلى مشاركتها في تحكيم مسابقات وطنية وافتراضية في المطالعة والإبداع. أصدرت عدة دواوين شعرية، من بينها: أحلام ومراكب (2015)، همس الحنين (2017)، أمواج من مداد (2018)، الأفق والنوارس (2019)، بين نور وغسق (2021)، ووشم على ذاكرة البياض (2022). ولها أعمال تحت الطبع منها السابح نبض والسروج حروف. وفي مجال السرد، أصدرت مجموعات قصصية مثل: فيوض الدلاء (2018)، همس المرايا (2020)، نجوى الحروف صهيل الحكايا (2022)، إضافة إلى روايات منها: عند غروبها أشرقت (2022) بجزأين، ومدارج الانعتاق (2025). نشرت نصوصًا شعرية وسردية في صحف ومجلات ورقية وإلكترونية، إلى جانب دراسات نقدية تناولت أعمالها، وشاركت في إصدارات جماعية عربية وتونسية، منها ديوان العرب (2017)، لآلئ الإبداع (2018)، والمدونة العملاقة صليل الحروف (2019)، فضلًا عن مشاركاتها في دواوين جماعية مع مؤسسات أدبية عربية. بهذا، تواصل جميلة بلطي عطوي إغناء الساحة الأدبية التونسية والعربية بإبداع شعري وسردي متنوع، يجمع بين الحس الجمالي والالتزام الثقافي.

اقرأ أيضا

أترك تعليقا