وإني إذا رمت دحر الوجع
أذوب عذابا
ويأخذني القهر حدّ الهلع
فأمسي طريحا
وأحيا جريحا
ويشهق دمعيَ حدّ الفزع
ألا إنني كلّما رمت خطوا
أتتني الخواطر قفزا وحبوا
فكيف أسير
وقد سُدّ دوني طريق الفداء
وكيف أسير
وأين أسير
وغزّة تحيا الجلاد وحيدهْ
تعيش المآتم صبحا مساء
فلا الأخ يحضن صوت المُعنّى
ولا الحقّ يدحر ضيما تجنّى
وخطوي ذليل
قصيرُ المسافة
أسيرُ الحدود
سجينُ الخرافة
قوانينُ يكتبها الكاذبون
عن الحقّ في العيش مثل الأنامٌ
عن الأمن للناس دون اصطفاءْ
عن الطفل يحيا كريما
سعيدا
ولا يخشى يوما ضياع الضياءْ
عن الأرض تبقى
حمى الانبياءْ
عن البذر حقّ الجميع
عن البيت يحمي من النّازلاتْ
عن السّلم يعلو جميع الحقوق
عن الطّين يُكرم حين المماتْ
فكيف أصدّق ما أسمع
وهذا الدويّ أزيز مميتْ
طبول كما الرّعد من كل حدب
تهزّ الكيان
فيضحي شتاتْ
تحطّم زيف شعار الحقوقْ
وتكشف سرّ الدّها والمروقْ
فتبكي السّماءْ
ويعلو من الأرض صوت النّدا
أيا قوم هبّوا
لقد حان وقت الحساب العسير
فلا تتركوا الطّفل يقضي وحيدا
ولا تتركوا الأم تلقى المصير
أيا قوم هبّوا
أما تسمعون صراخ الضحايا
أما تألمون لعصف المنايا
لمَ الصمت بات يداري الخيانة
وأنتم تسنون عهد الجبانة
فلا صوت يعلو
ولا فعل ينجي
وأنتم شهود الدّمار العنيف
فلا الطبّ فيكم يداوي جريحا
ولا السّعي يعطي حقوق الرّغيف
وتبقى وحيدة
فلسطين تصمد رغم الجفاءْ
وتبقى فريدة
تسجل بالدم معنى الفدا
وأنتم قطيع مهين
هجين
أيا عرب ضعتم
فبتم مواتا عراة
بلا كبرياءْ.
144