رئيسية » تحدّي
الثقافة

تحدّي

و ها إنني اليوم في العشق سرتُ
و في دربه دون هَدْيٍ مَضيتُ

فأُسقيتُ خمرا ثميلا عتيقا
و ما كنتُ من قبل هذا سَكرتُ

فأُشربتُهُ في كؤوس اللٌيالي
و عانيتُ من سُهده و ارتويتُ

رَمتني دُروبي و ما كنتُ أدري
و عن غير قصد ملاكي التقيتُ

و ما في حياتي رأيتُ ملاكا
و ما مثل ذاك الجمال اشتهيتُ

عيونٌ سبتني و همس حواني
و هُدب رماني فمنه انطلقتُ

فاصبحتُ أحيا بروح الشَّباب
أطير طليقا إلى حيثُ شئتُ

و ما كنت أبحر دون اتجاه
و ما قادني العشقُ حيث انتهيتُ

و قد كنت أحسب اني وصلتُ
فأدركتُ أنِّي لِتـوِّي أبتدأتُ

يُلوم الجميع و لستُ المُبالي
فلا لوْم يا صحبُ إنِّي عَشِقتُ

و إنِّي بعشقي تحدَّيْتُ عُمرا
يراني سعيدا و إني لَمَيْتُ

ألا فاخبرُوا العمر انِّي قُبرتُ
و ها إنَّني من جديد بُعثتُ

بُعثتُ لأحيا الحياة بصدقٍ
و أُحظى بما في الورى قد حُرمتُ

فهذي حياتي بنظمي و شعري
و ما من معاناة دهري ارتجلتُ

ألا فاقرؤوا بين حَرفي و سطري
ألا و افهموا جيِّدا ما قصدتُ

الشاعر التونسي
لحبيب المبروك الزيطاري