130
لماذا أراني اليوم ولهان جازعا
بقلبي ضجيج قد أقضّ المضاجعا
أرى كلّ شيء غير ما كان سابقا
وكم ضيّقت إطلالة الهمّ واسعا
ولولا وثوقي بالعليم بحاجتي
لبدّدت آمالا لها ظَلتُ جامعا
وأحرقت أقلامي وكلّ دفاتري
وإن كان هذا ما يهيج المواجعا
وإنّي لأبدو ماثلا متماسكا
وأكره نفسي أن أرانيَ واقعا
فيرثيَ راث لي ويشمت شامت
فهذان من قد يملآن المواقعا
وإنّي لأستحيي من الله خالقي
بألاّ يراني منه بالحظّ قانعا
وإنّي لأخشى أن تكون نقيصة
إذا كنت في أمر إلى النّاس راجعا
تبارك ربّي لم يزل سامع الدّعا
إلى ركنه آوي منيعا ومانعا
وما أبدا يوما وقفت ببابه
ولم ألقه يعطي المنى والمطامعا
فيا ربّ لا تجعل إلى النّاس حاجتي
وكن لي فيما أرتجي منك شافعا
وهب لي نورا لا أضلّ بهديه
طوال حياتي أو أراني ضائعا