الصفحة الرئيسية دراسات ونقد شعري الكاتب السوري محمود الراشد : معايير جمال المرأة لدى الشعراء القدامى

الكاتب السوري محمود الراشد : معايير جمال المرأة لدى الشعراء القدامى

953 مشاهدات 1 دقائق اقرأ

اهتم الشعراء العرب بجمال المرأة اهتماما بالغا فوصفوا محاسنها وعشقوا مفاتنها وراحوا يتغنون بجمالها في قصائدهم
ومن يقرأ الكثير من شعر الغزل يجد
أن المرأة الجميلة في الشعر العربي لها سمات تتكرر في غزل الشعراء ، فمثلا ينبغي أن تكون المرأة مهفهفة أي ضامرة الخصر لكي تعد من الحسان
كقول امرئ القيس:
مهفهفة بيضاء غير مفاضة
ترائبها مصقولة كالسجنجل
فالأنثى الجميلة في نظره هي البيضاء الرشيقة المصقولة موضع الجيد
والتي تجمع مع هيف خصرها امتلاء ساقيها كما في قوله:
هصرتُ بِفودي رأسها فتمايلت
عليَّ هضيمَ الكَشحِ رِيّا المخلخلِ
هضيم الكشح اي ضامرة البطن وريا المخلخل : أي ممتلئة في موضع الخلخال من الساق
وكذلك هي في قول ابن الساعاتي
وهيفاء تقتل عشاقها
برمح القوام وسيف الحور
فهي أنثى هيفاء الخصر ذات قوام جميل طويل وعيون حوراء
والعيون الحوراء هي المفضلة والمرغوبة لدى كثير من شعراء العرب وهي العيون التي اشتد سوادها وبياضها.
كقول جرير
إن العيون التي في طرفها حور
قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
ومن صفات الجمال عند الشعراء العرب أن تكون الأنثى أسيلة الخد وعذبة الثغر وذات ردف ثقيل على خصر نحيل كما في قول التهامي
أَسيلَة خَدٍّ دونَهُ الأُسل السُمرُ
وَدونَ ارتِشاف الريق مِن ثَغرِها ثغرُ
أَناةٌ بَراها اللَهُ أَكمَلَ صورَة
فَأَردَفَت الأَرداف واختَصر الخصرُ
هذه بعض الصفات الجمالية التي فضل الشعراء العرب توفرها في جسد المرأة وإن كثرة حديثهم عن الصفات الجسدية يدل على تعطشهم للجمال وحبهم للنساء.

بقلم / محمود الراشد
سوريا

  • كاتب وشاعر سوري
    ولدتُ عام 1986 في محافظة الرقة السورية في مدينتي (الطبقة) الواقعة بالقرب من سد الفرات، ترعرعت فيها وتعلمت التعايش مع كل فئات المجتمع فقد كانت مدينتي نموذجا مصغرا لسورية وكنت محبا للقراءة أرتاد مركزها الثقافي المليء بالكتب بعد أن أنهيت الثانوية انتقلت لدراسة اللغة العربية وآدابها في جامعة حلب وتخرجت فيها عام 2009 وبعد قيام الثورة السورية لجأت إلى تركيا وبقيت فيها لمدة سبع سنوات عملت خلالها في تعليم الطلاب السوريين اللغة العربية. كما كان لي نشاط أدبي وثقافي في صالون أدبي سوري كنت أحد أعضائه الفاعلين. أنشر مقالاتي الأدبية التي أكتبها على وسائل التواصل الاجتماعي وهي متنوعة في مواضيعها. كما أكتب بعض نصوص الشعر العمودي والحر. أحب الثقافة وأجد نفسي سعيدا حين أكون محاطا ببيئة إيجابية من المبدعين والمفكرين.

اقرأ أيضا

أترك تعليقا