وقف الكثير من الشعراء السوريين إلى جانب الثورة السورية المباركة والتزموا بقضيتها منذ انطلاقها في آذار عام ٢٠١١ ولعبت كلمة الشعر دورا في مقارعة النظام المجرم وفضح ممارساته ،ولمعت أسماء كثيرة في سماء الشعر خلال الثورة.
وقد هاجم الشعراء الثوريون النظام ورموزه في قصائدهم ومن أبرزهم الشاعر أنس الدغيم الذي هجا رأس النظام المخلوع قائلا
وكمْ قزمٍ تولّانا صغيراً
فصار اليومَ جبّــاراً شقيّـا
فمــا رُزِقَ الشّجاعةَ في صِباهُ
وأوتيَ حُكمَ والدهِ صبيّـا
يُمانعُ عن دمشقَ الشــامِ زوراً
وباسمِ الشّـامِ يقتلُنا مليّا
ويعبر في القصيدة ذاتها عن حبه للوطن سورية وحنينه إليها فهي ساكنة في وجدانه وضلوعه قائلا:
بلادي يا صلاةَ الماءِ قومي
ومُرّي كالدّعاءِ على يديّا
وقومي يا بلادي من عظامي
. ولحمي واعبُري منّي إليّا
وضمّيني إلى خدّيكِ نخلاً
ليمطرَ أهلَهُ رُطَباً جنيّا
كما عبر الشعراء الثوريون عن حالة التشرد التي عاشها الشعب السوري فقد بلغ عددهم الملايين خارج الوطن وكانت تتقاذفهم الأمواج والبلدان
يقول الشاعر حذيفة العرجي :
لم يبقَ شَطٌّ إليهِ ترجعُ السُفُنُ
ولا مطارٌ عليهِ يهبطُ الشَجِنُ
لا شيءَ إلا أمانينا تُصبّرُنا
الحمد لله.. لا أهلٌ ولا وطنُ!
وكان للشهيد الذي قضى في سبيل الحرية مكان في قصائد الشعراء فهو الذي ضحى بدمه لتزهر الثورة نصرا
يقول الشاعر حسين العبد الله :
رُشوا على نعشِ الشَّهيدِ صلاتي
واسقوا السنابلَ في رُبى البسَماتِ
فغدًا سنحصدُ بَسمةَ الشُّهدا، وهُمْ
أهلُ الحصادِ بواسعِ الجنَّاتِ
كم تحت هذي الأرضِ أحياءٌ وكم
من فوقِها موتى بثوبِ حيــــاةِ
ورغم كل المعاناة الكبيرة التي عاشها السوري الثائر على النظام ورغم ألم الخذلان لم يفقد الأمل بنصر كبير وعودة مشرفة إلى دمشق
تقول الشاعرة صفية الدغيم :
سيسبقُنا الى الشامِ الربيعُ
ويرحلُ عن حواريها الصقيعُ
سنعبر حاملين لها دمانا
تطمئنها بأنا لانبيعُ
ومع تحرير دمشق وإسقاط النظام بدأ الشعراء يعبرون عن فرحهم العارم بالتحرير ، التحرير الذي تحقق بالتضحيات ودماء الشهداء
يقول حذيفة العرجي
سقطَ النظامُ فكُلُّ أرضٍ حُرّةٌ … مِن رِجسِهِ العاتي وكُلُّ سَماءِ
هذا دمُ الشهداءِ حينَ يقومُ مِن …. هجعاتِهِ، هذا دمُ الشهداءِ
وما هذه المواضيع والأبيات إلا لمحات من شعر الثورة الذي تتسع له دوواين كثيرة والأسماء اللامعة التي مرت في المقال لم تكن وحدها فهناك الكثير من الشعراء البارعين ممن وقفوا إلى جانب الثورة ويحتاج ذكرهم جميعا مع إيراد أمثلة عن شعرهم إلى دراسة واسعة وبحث مستفيض.
بقلم / محمود الراشد
سوريا
أضف تعليق