في بادرة فنية دولية لافتة، تألّق الفنان التشكيلي التونسي الطيب زيود بعمل فسيفسائي ضخم يمثّل شجرة الزيتون، تم تركيزه بمدينة أوساكا اليابانية بمناسبة معرض “أوساكا 25” العالمي، الذي افتُتح يوم 13 أفريل 2025 ويتواصل حتى 13 أكتوبر 2025.
لوحة زيتونية بروح تونسية
اللوحة الفسيفسائية التي نُفّذت تحت إشراف زيود، يبلغ مقاسها 7.1 مترًا على 4.5 مترًا، وقد استغرق إنجازها 4 أشهر، بمشاركة 45 حرفيًّا وحرفيّة. اللوحة تُجسّد شجرة زيتون تونسية، رمز السلام والتجذّر في الأرض، في عمل يحمل بعدًا بيئيًا وثقافيًا عميقًا.

معرض عالمي ورسالة إنسانية
يُقام معرض “أوساكا 25” تحت شعار “تصميم مجتمع المستقبل لحياتنا”، بمشاركة أكثر من 150 دولة ومنظمة دولية. ويُعتبر هذا الحدث أحد أبرز المعارض الدولية بعد “إكسبو دبي 2020″، ويهدف إلى تسليط الضوء على التحديات البيئية والتكنولوجية التي تواجه العالم.
وقد عبّر الفنان الطيب زيود عن اعتزازه الكبير بهذا التتويج الدولي، مؤكدًا أن اختيار تونس للمشاركة بهذا الشكل الفني يعكس غنى التراث التونسي وأصالته، خاصة في فن الفسيفساء الذي تعتبر تونس من أبرز رواده في العالم.

فسيفساء تتكلم بيئياً وثقافياً
لم تكن اللوحة مجرد عمل فني، بل كانت رسالة بيئية وفكرية مستوحاة من جذور الثقافة التونسية، حيث أكّد زيود أن “الزيتونة” تمثّل رمزية كبيرة في الذاكرة الجماعية التونسية والعربية، وهي عنوان للمقاومة والتجذر والعطاء المستمر.
مشاركة جماعية وتجربة ميدانية
العمل على اللوحة تطلّب تنسيقًا بين عدة أطراف، من فنانين وحرفيين إلى مساهمين من المجتمع المدني. وقد نُقلت اللوحة لاحقًا إلى أوساكا حيث تم تثبيتها في موقع متميّز ضمن أجنحة المعرض، لتكون وجهة لزوار من كل أنحاء العالم.