الصفحة الرئيسية معارض الفنانين التشكيليين الفنان التشكيلي التونسي الطيب زيود يتألّق في أوساكا بلوحة فسيفسائية عملاقة لشجرة الزيتون

الفنان التشكيلي التونسي الطيب زيود يتألّق في أوساكا بلوحة فسيفسائية عملاقة لشجرة الزيتون

267 مشاهدات 1 دقائق اقرأ

في بادرة فنية دولية لافتة، تألّق الفنان التشكيلي التونسي الطيب زيود بعمل فسيفسائي ضخم يمثّل شجرة الزيتون، تم تركيزه بمدينة أوساكا اليابانية بمناسبة معرض “أوساكا 25” العالمي، الذي افتُتح يوم 13 أفريل 2025 ويتواصل حتى 13 أكتوبر 2025.

لوحة زيتونية بروح تونسية

اللوحة الفسيفسائية التي نُفّذت تحت إشراف زيود، يبلغ مقاسها 7.1 مترًا على 4.5 مترًا، وقد استغرق إنجازها 4 أشهر، بمشاركة 45 حرفيًّا وحرفيّة. اللوحة تُجسّد شجرة زيتون تونسية، رمز السلام والتجذّر في الأرض، في عمل يحمل بعدًا بيئيًا وثقافيًا عميقًا.

معرض عالمي ورسالة إنسانية

يُقام معرض “أوساكا 25” تحت شعار “تصميم مجتمع المستقبل لحياتنا”، بمشاركة أكثر من 150 دولة ومنظمة دولية. ويُعتبر هذا الحدث أحد أبرز المعارض الدولية بعد “إكسبو دبي 2020″، ويهدف إلى تسليط الضوء على التحديات البيئية والتكنولوجية التي تواجه العالم.

وقد عبّر الفنان الطيب زيود عن اعتزازه الكبير بهذا التتويج الدولي، مؤكدًا أن اختيار تونس للمشاركة بهذا الشكل الفني يعكس غنى التراث التونسي وأصالته، خاصة في فن الفسيفساء الذي تعتبر تونس من أبرز رواده في العالم.

فسيفساء تتكلم بيئياً وثقافياً

لم تكن اللوحة مجرد عمل فني، بل كانت رسالة بيئية وفكرية مستوحاة من جذور الثقافة التونسية، حيث أكّد زيود أن “الزيتونة” تمثّل رمزية كبيرة في الذاكرة الجماعية التونسية والعربية، وهي عنوان للمقاومة والتجذر والعطاء المستمر.

مشاركة جماعية وتجربة ميدانية

العمل على اللوحة تطلّب تنسيقًا بين عدة أطراف، من فنانين وحرفيين إلى مساهمين من المجتمع المدني. وقد نُقلت اللوحة لاحقًا إلى أوساكا حيث تم تثبيتها في موقع متميّز ضمن أجنحة المعرض، لتكون وجهة لزوار من كل أنحاء العالم.

  • فنان تشكيلي تونسي
    الفنان الطيب زيود ينحدر من منطقة مليتة في جزيرة جربة بتونس، وهو من أبرز روّاد الفسيفساء المعاصرة في البلاد . أسس ورشة خاصة بإنتاج أعمال فسيفسائية فنية منذ عام 2000، قبل أن ينطلق في تأسيس ملتقى "حرفي–فنان" الذي يجمع بين الحرفيين والفنانين التشكيليين من داخل وخارج جربة، ويعقد بانتظام ثلاث دورات في جربة ودورة واحدة في مدينة نابل . تميزت أعماله بتنوع محاورها، من الطبيعة إلى الصراعات الاجتماعية، مثل لوحات بعنوان "المخاض"، "الصراع"، و"الصُرخة" . وقد شارك في معارض وطنية بارزة منها صالون الابتكار للصناعات التقليدية بقصر المعارض بالكرم، حيث عرض لوحة فسيفسائية بعنوان "فوضى الأسواق" التي نالت اهتمام الزوار بتناسق ألوانها وجودة إنجازها . كما قدم أعمالًا تكريمية وتجسيدية للشخصيات الثقافية، منها لوحة جدارية للفنان الراحل محمود درويش، عرضت ضمن فعاليات شعرية في حي الرياض بجربة . يُعرف زيود بتوظيفه الحجارة المحلية والرخام بدلاً من الحجارة الكريمة، واعتزازه بأنفسه كحرفة وفن في آن واحد، قائلاً: "الكثيرون يرون في الفسيفساء صنعة بسيطة بينما أنا أرى فيها فنا وحرفية وابتكارا" . وقد أجاد إضفاء بعد ثقافي وبيئي وجمالي يرتبط بجربة وتراثها، من خلال لوحات مستوحاة من البيئة الجربية وجذور تونسية عميقة .

اقرأ أيضا

أترك تعليقا