رئيسية » قصيدة للشاعر والزجّال القدير عبد الحكيم زريّر بعنوان “رينا ورينا”
الثقافة

قصيدة للشاعر والزجّال القدير عبد الحكيم زريّر بعنوان “رينا ورينا”

تتشرّف المجلة الرقمية نيابوليس بنشر قصيدة “رينا ورينا” للشاعر والزجّال القدير عبد الحكيم زريّر التي شارك بها في تظاهرة منبر الشعر والأدب بنابل في دورته الثانية وذلك يوم الأحد 10 نوفمبر 2024 بالمكتبة الجهوية بنابل

رينا ورينا
ما تْصَوَّرْتْ نهارْ يْجينا
نشِدُّو الصّفّ على الفارينة
ولاّ على سميد المسوفْ

السّميد
تْقولْ يجينا مالصّعيد
شراهْ وْخَبّا قبل العيد
جهارْ بْهارْ ومن غير خوف

القمح صابة
قعد مْجَمَّعْ فوق ترابَه
حتّى جا لخريف بسحابه
تْفَرِّتْ وعينينا تشوف

شعندك ريت
أوّل دولة تنتج زيت
ومواطنها مالقاش زيت
موش فضيحة بالمكشوف

الزّيت يجي
ما يتْبَاعِشْ لِلّي يجي
يمشي يِتْكَشْتَى ويجي
ويُدخُل بيدو لجيبي يحوف

آه يا نفيسة
دﭭلتنا مالنّخلة رخيصة
توصلنا بخمسة وخميسة
والفلاّح دمعو مذروف

شكون كلاها
الهبّاط لْهفْ شراها
وفي الدّبّو سكّر خبّاها
لْشَقْ الفَطْرْ والمسفوف

فقدنا القهوة
الْبنْ ولّى عنَّا شهوة
قلْ لِي آش بقى للزّهوة
كي مَسُّولْنا الكيوف

قتلو السّكّر
قعد باهت فيّ يفكّر
وقلّي ولّى شراب يسكّر
برّا للمعاصر شوف

من غير دوّة
موش تقولو باجة حلوّة؟
سكّرها قلّي وين هو.
ولاّ ساكتين مالخوف؟

الزّبدة ذابت
تكونش زعمة البقرة شابت
والاّ حرقِت غربي غابت
هكّا حكمت الظّروف

قلبي ذايب
لحليب عالحوانت غايب
وفيها أنواع يغرط ورايب
وجبونات بالمكشوف

شي غريب
لحليب مبزّع في الكريب
والرّضيع بلاش حليب
وفي المخازن للسقوف

منين لاباس؟
لحليب سواقي في الكيّاس
وكان تصدّق بيه عالنّاس
يِتْكْتِبلو بيه معروف

ما عادش فيها
القهوة وتخلّينا عليها
أما الخبزة ودارو بيها
هاذي موش قلّة معروف؟

وتوّة الرّوز
رغم الّي مانيش ملزوز
قَعدِت المغرفة في زوز
المقرونة والمسفوف

حتّى الما
اغتنمو غيابو من السما
والحال صيف والجو حما
والشَّربة ولاّت مصروف

زادت بفْ
كلّو صار بْشِدْ الصّف
قريب ندورو للعلف
ونسرحو مع سي الخروف

وبو طبقاية
كميونات بيه عباية
تبزّع وسط الغابة حذايا
علفة تعشعش الحلّوف

عقاب زمان
المستهلك عظمو بان
وهوما يجيبو في البانان
عُملة ضايعة فهفهوف

وفوق الكل
آش عملنا للمُعتل
الميكانيك نربط بالتّل
والمريض؟ كفنو ملفوف

يبقِّي سِتْرَه
ياما دواء مفقود من فترة
واذا جا بالقطرة قطرة
والمصير ما هوش معروف

في الحانوت
نصبّح نْعَرْبِن عالقوت
نْمَنّكْشي ويفوت الفوت
ونلقاها نظيفة الرّفوف

خويا الغالي
هاني حاطِّك في بالي
دوب ما السّلعة يجيبوهالي
إيجا خوذ ما تكون ملهوف

الحال ميّاحة
الجفاف دمّر لفلاحة
استبشرنا بالسّياحة
فسّدها ولد الحلّوف

غرقنا مشينا
عملة عملناها بيدينا
كان ما تْدورِش الماكينة
ترسّي نحط حجرة عالجوف

بقلم / الشاعر الزجّال عبد الحكيم زريّر
تونس