578 يذكِّرني الصَّباح بوجه ليلى كنور الشَّمس يشرق من بعيدِ إذا مرَّت تراقصَتِ الورودُ و أصدحت البلابل بالنَّشيدِِ و لاح الحسن يعبث بالقلوب و راح النَّبض يسرع في الوريدِ و بان الخدُّ يلمع في غرور كلمع البرق بالداجي الشَّديدِ و فاح العطر يعبق من رباها كريح المسك و الزهر الوليدِ تعطَّرت المرابع من شذاها و ما وطئته من عشب عميدِ و مال الغضن يلثمها برفق و راح الورد يرتع بالخدودِ و لاح الثَّغر و الأسنان بيض بياض الثَّلج في قمم الجليدِ تنحَّى الفكر مبتعدا لحين و ناب القلب عن عقل الرَّشيدِ فلو مرَّت بنا بعد الغروب لخلنا الفجر يبعث من جديدِ و ما ليلى سوى اسم مسمَّى لمن أعنيه في بيت القصيدِ تركت الإسم خلف السَّطر حرصا و ما الإفصاح بالأمر المفيدِ فخذ حرفي لتعزف منه لحنا و لا تطمع بمعرفة المزيدِ الشاعر التونسي 🇹🇳 الحبيب المبروك الزيطاي