أنا يبحث عن أناي، وأنا يبحث عني.
بين الأرواح والبشر، لا يجدني.
بين الوحوش والشجر، لا يجدني.
وبين الموجودات والغيب، فقد أثري،
وبات يرسمني على السحب،
يكتب اسمي على زرقة البحر،
يرفعني بين السماء والأرض،
ويرمي بي في الأفق، في الأفق،
البعيد البعيد عن بصري.
يشطرني شطرين،
فيخلق نجمًا في السماء،
ونجمًا في البحر.
أين أنا في هذه الدنيا؟
كيف لي أن أعلم مكنوني وأثري؟
ألا أرَيْتَني النور الذي في صدري؟
وفتحتَ لي أبواب القدر؟
لمن تنظر تلك العينان عند افتراق الروح عن الجسد؟
ما تراني أرى عند الفناء والأزل؟
كيف أهدأ وأنا سجين دقات العمر؟
كيف أسكن ووقتي قصير وزماني لن يكفي؟
أنا لا أعرف أناي، أنا لا أعرف أناي
بعد انتهاء العرض،
لا أعرف من سيصفق لي ومن سيشتمني،
كل هذا، كل هذا، لا يهمني
إلا أناي التي تشقيني،
وتؤرق غلاف جسدي،
وتبحث عن نور في قلبي وأنيني.
هي الروح سجينةُ قمقمِ الوجود، ودنيا العبث الداني.
نورها إلهي، يرنو إلى عوالم وأكوان بدون ميزان، وليست بحكم الفاني.
يا أناي، اسكني واهدئي، وبين الوجود أنشدي لحن الأرواح،
وكوني مرسال الله في الأرض ومعجزة الأزمان.
وانتظري الأوان لتعرفي ما سيكون ومكاني.
فاليوم كوني حالمة، وكوني في جسد شاعر إنساني.
كم هو صعب أن تجهل مصيرك،
وأن تقف مكتوف اليدين عاني.
فأين أنا؟
في هذا الجسد الفاني،
أين أنا بعد هذا الجسد وزماني؟