خلجات تتجدّد مع الخريف
مع الغيم.. مع الريح
للسنة فصولها
ولي فصلي الحزين
وجيش ليل طويل
بين جحافله كم حاولتُ اقتناص نجمة
بها أُحيي نبض القصيد
وبين دفّتي الريح عقدتُ العزم على الرحيل
إلى أرض النبوءات
وإذا الطريق تربة دوارة
والرؤى غائمة
ووجهتي تفقد البوصلة
على شرفات الفؤاد فرد حمام ينوح
ويعلو النشيج بصدري
يشرّدني التيه
كيف ألقاكِ؟
على بحر قصيد لم يُكتب لكِ
كيف ألقاكِ ؟
على حدود شمس ضعتُ بين فجرها و الغسق
كيف ألقاكِ.. يا أنا؟
يضطربُ الوقت بين الثواني
يحبسُ أنفاسه
لتتجلّى الرؤيا بين حوافّ زمن
يُحرق الماضي
ينهب مسافاتِ..
ذاك الحلم الأسطوري
و الرواية الهولامية
يلوكها الرواة بشكل رتيب
الوطن حبيس ليل لا يعرف الصباح
على عتباته عرّاف يتلو تعاويذه
ويحرق البخور
وحارس المقبرة قائم لصلاة الغائب
على من يسكن جفنه السهاد
ما أكثر الديكة في مدينتي
وما أكثر النباح
ما من مدينة فاضلة هنا
لا تتحسّس طريقا أيها الحالم
لا تحلم.. فالحلم سراب
عاقر الصمت.. تأبّط ظلّكَ و امض
علّق السؤال..
قراصنة الأحلام يتاجرون بحلمك
بصوتك المحشور في الحنجرة
وظلّك المسند إلى الجدار
على حدود الأرض نصبوا موائد العزاء
المكتظّة بالدموع
والنجمة الفريدة بين الغيم ترتجف
تبكي جريحة
سفينة تسبح في مياه عميقة
ربانها العجز.. طاقمها الصمت.. لا منارة تهدي
الليل وحده يدير اللعبة.. يوزّع الورق
جفّ ينبوع القصيد
تدحرج خريره على صخور “من حمإ مسنون “
الأفواه الجافة تبتهل للسماء لتمطر
” المن و السلوى ” وماء زهريا
فهل من نهايات تستحق النضال؟.
بقلمي: لطيفة الشامخي – تونس
من ديواني ” كلمات تولد من ضلع حواء “.