الصفحة الرئيسية أخبار الثقافة الدورة 39 للمهرجان الوطني للأدباء الشبان بقليبية

الدورة 39 للمهرجان الوطني للأدباء الشبان بقليبية

309 مشاهدات 3 دقائق اقرأ

تشرف جمعية منارة الأدب بقليبية على المهرجان الوطني للأدباء الشبان منذ تأسيسها على يد المرحوم الدكتور “نور الدين صمود”.
وهي بالأساس إحياء لجمعية عريقة في قليبية وهي منارة الأدب التي تأسست منذ 1936م.
بعد 2011 حرصت الجمعية على إرساء تقاليد الديمقراطية فبعد السيدة “أم كلثوم بن سليمان” التي ترأست الجمعية لدورتين متتاليتين تلتها السيدة “سنية فرج الله”، وأخيرا وفي ظل تكريس لدور الشباب تم انتخاب السيد “أحمد بن الشيخ” وهو أصغر رئيس لهذه الجمعية العريقة وهي مسؤولية كبيرة منحت له.

المهرجان الوطني للأدباء الشبان بقليبية يتركز على عناصر رئيسية:
✓ عمل الورشات.
✓ الأنشطة الموازية كالعروض الموسيقية والمسرحية والمعرض.
✓ الندوة التي تحمل كل سنة عنوان الدورة وعادة يستلهم عنوانها من الأحداث السياسية، الاجتماعية وحتى الأحداث العالمية.

السادة والسيدات، أهل الفكر والإبداع، ضيوفنا الكرام من تونس وخارجها، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلا وسهلا بكم في ربوع مدينة قليبية، مدينة الضوء والتاريخ، ومهد الكلمة الحرة والنبض الأدبي المتجدد.
بكل فخر واعتزاز، نلتقي اليوم في افتتاح الدورة التاسعة والثلاثين لمهرجان الأدباء الشبان، هذا الصرح الثقافي العريق الذي ظل على مدى عقود مساحة خصبة لاحتضان التجارب الجديدة، ومنبرا تتعانق فيه الأقلام الطموحة مع الرؤى الجمالية المتجددة، ومرآة صادقة تعكس تحولات الإبداع الأدبي في تونس والمنطقة العربية.

ويسرنا في هذه المناسبة أن نخص بالتحية والترحيب ضيوفنا الأجانب من كتاب ونقاد وأكاديميين وممثلي هيئات ثقافية، الذين جاؤوا من مختلف أنحاء العالم ليشاركونا لحظة الاحتفاء بالأدب، ويتبادلون معنا الفكر، الرؤية والموقف. إن حضوركم بيننا اليوم دليل حي على أن الأدب ما يزال قادرا على جمعنا، رغم اختلاف اللغات والانتماءات، وأن الكلمة
الصادقة لا تحتاج جواز سفر.

أيها السادة والسيدات، تطرقنا في الدورات السابقة إلى “أدب السجون”، “أدب المرأة”، “أدب الطفل”، “أدب الجوائح” و”الأدب الشعبي ومقاومة الاستعمار” وهذه الدورة استلهاما من أحداث التقدم التكنولوجي وتناولا لموضوع الذكاء الاصطناعي حدد عنوان الدورة بـ “الذكاء الاصطناعي والإبداع الأدبي” الذي يحمل الكثير من الدلالات والتساؤلات.

وهو عنوان نابع من وعي عميق بالتغيرات التي يعيشها العالم اليوم، حيث تتقاطع تكنولوجيا المعلومات مع الحقول الإبداعية، فتفتح آفاقًا جديدة وتُثير في الآن ذاته تساؤلات وجودية حول جوهر العملية الإبداعية.

هل يمكن للآلة أن تكتب قصيدة؟
هل يُعقل أن ينوب البرنامج الخوارزمي عن مشاعر الشاعر، وعن حدس الروائي؟
أين يقف الإنسان المبدع في عصر باتت فيه الخوارزميات قادرة على توليد النصوص؟
هل نحن أمام ولادة نمط جديد من الكتابة؟ أم أمام تهديد حقيقي للذات المبدعة؟
أسئلة جريئة ومحرجة، لكنها ضرورية، وهي التي نسعى من خلال هذه الدورة أن نطرحها بجرأة ومسؤولية. فالمهرجان ليس فقط تظاهرة للاحتفاء بالأقلام الصاعدة، بل هو أيضا مختبر للأفكار، ومنصة للنقاش، وجسر للتفكير الجماعي حول مصير الكتابة ومستقبل الأدب.

أيها الحضور الكريم، إن الإبداع الأدبي في جوهره فعل إنساني صرف، ينبع من التجربة، ويتغذى من الذاكرة، ويعبر عن المعاناة والأمل، عن الهواجس الفردية والجماعية. وهو بذلك يظل في جوهره فوق كل آلة، وأبعد من كل خوارزمية. لكن الذكاء الاصطناعي، بما يتيحه من أدوات جديدة، يمكن أن يكون حليفًا إذا أحسنّا توظيفه، وخطرا إذا استسلمنا له دون وعي أو مساءلة.

من هذا المنطلق، جاءت البرمجة الفكرية لهذه الدورة لتشمل لقاءات، وندوات، وورشات، ومعارض، وقراءات حية، تُمكن الحضور من استكشاف هذه العلاقة المركّبة بين الأدب والتكنولوجيا، وتفتح الباب أمام حوار خلاق بين الأجيال، بين الإنسان والآلة، بين التراث والمستقبل.

السادة والسيدات، إن مهرجان الأدباء الشبان بقليبية، وهو يستعد لبلوغه العقد الرابع من عمره، يواصل اليوم رسالته النبيلة في دعم الإبداع الحر، وتكريس قيم الفكر النقدي، وتمكين الشباب من مساحة التعبير، بعيدا عن الحسابات الضيقة، والقيود المؤسسية. إنها رسالة أصيلة، تستمد قوتها من إيماننا بأن المستقبل لا يُصنع إلا بأصوات شبابية مؤمنة بقيمة الكلمة وقدرتها على التغيير.

فأهلا بكم جميعًا في هذا الفضاء الأدبي، أهلا بكل من يرى في الأدب حلاً لا أزمة، وفي الثقافة خلاصا لا ترفًا، وفي الكلمة نبضا مستمرا للحياة.
نرجو لكم إقامة ممتعة، وتبادلات ثرية، وتفاعلات خلاقة، ومهرجانا يُضيف إلى رصيدكم الإبداعي والفكري ما يدفعكم للمضيّ قدما، بإيمان أكبر بأن الأدب – رغم كل التحديات – ما يزال حيا، نابضا، وملهما.

يفتتح المهرجان بعرض موسيقي للفنان “أحمد الماجري” على مسرح هواء الطلق “الزين الصافي” بدعم من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بنابل، يلي ذلك كلمة مديرة المهرجان السيدة “سنية فرج الله”، ثم كلمة “محمد أحمد جيد” ممثلا عن المشاركين من الأدباء الشبان.
وتشهد الأيام الموالية تنظيم ورشات وندوات أدبية وفكرية، بمشاركة الكتاب: نور الدين بن حميدة، لبنى خناتي، ناجي عجبوني ومجيب الرحمن الوصابي مع مساهمة موسيقية من الفنان الفلسطيني “أحمد كمال القريناوي،” على أن تختتم الدورة مساء السبت بإعلان نتائج المسابقة الوطنية.

ويسجل هذا العام تلازم بين المهرجان والدورة السادسة من معرض قليبية للكتاب الذي تنظمه جمعية كاب قليبية بالشراكة مع دار زينب للنشر والتوزيع، دعما للحركية الثقافية، وتعزيزا لمكانة الكتاب في المدينة.

عن رئيس الجمعية
أحمد بن الشيخ

اقرأ أيضا

أترك تعليقا