تتشرّف المجلة الثقافية نيابوليس بنشر قصيدة بعنوان “غربة الرو”” للشاعر التونسي القدير حسن المستيري الذي شارك بها في مجلس الأنس والأدب في دورته الرابعة تحت شعار: “الشعر يجمعنا… والحلم يوحدنا” بتنظيم من مجالس الأنس والأدب بنابل وذلك يوم الأحد 29 جوان 2025 بالفضاء العائلي بروكس بنابل
القصيدة:
يا مَنْ تسكن روحه السماء
وصوته متجذّر في الأرض
توّا أدركت أنّنا ماضون
في طريق النّسيان
وحتما سننسى
مهما رسمنا بدمائنا
على ورق الخريف
سننسى
مهما عزفنا على أوتار الحياة
وفرشنا الأزهار في الطرقات
حتما سننسى
فالطريق واحدة
وإن طالت أو كانت مختصره
حتّى إن تغيّرت
ملامحها بعض الشيء
كأن تزداد تعرّجا
أو تنضاف فيها حفره
هي في النهاية
درب اللا رجوع
درب من آثروا الموت
ليزيلوا من الطريق عقبه
وصحّحوا اتجاه اللافتات
لطوابير الماضين خلفهم
علّهم يقوّمون الطريق
فلا أحد بعدها ينسى
“تنسى كأنّك لم تكن
شخصا أو نصّا”
مرعب وقع كلماتك لكن
ما همَّ مَن ابتلعته
الفجوة اللا زمكانية
أن يُذكر أو يُنسى
ما هَمَّهُ بمِشعل الكلمات
مَن حامله بعد أن يُنسى
أظنّ يملكه دهرا
وأن اسمه لن يمحى
فما هَمَّ مَن تنصّل
مِن شوك الزّمان
إن افترش الأرض
أو سكن المنفى
فاصدقني يا معلّمي
وأنت سابقي
أليس جميلا ان تنزع الأعباء
وتنام وحيدا
حين تُنسى