انتظم بالمركز الثقافي لبلدية بوعنداس، ولاية سطيف، بالجزائر معرض الصورة الفوتوغرافية الرقمية تحت شعار ” من هنا وهناك، ستون صورة من الحياة! ” وذلك في الفترة الممتدة من 2025.08.25 إلى 2025.08.30.
تضمن المعرض 60 عملا فوتوغرافيا بأحجام مختلفة: 40/ 60 سم، 30/45 سم، 50/70سم، منها أعمال ملونة وأخرى بالأبيض والأسود. موضوعاتها مختلفة ومتعدّدة، منها: تصوير الوجوه (بورتريه) الطبيعة، حياة الشارع، المدن، المعالم الدّينية والأثرية والفنتازيا. التقطت هذه الصور ب: الجزائر، تونس والعراق.
خلال فترة العرض تمّ تنظيم ورشة في مجال التصوير الفوتوغرافي، المستوى الأول. أطر العارض الأستاذ “عبد الرحيم حمام” المتربصين، الذي تجاوز عددهم العشرة، في الجانب النظري، وتكفل المصوّر الفوتوغرافي ” حبيب حمام ” بالجانب التطبيقي. حيث منحت للمتربصين في نهاية الورشة شهائد حضور الدورة.
من بين أهداف المعرض، خلق تواصل وتفاعل حسّي، وجداني وذهني بين الزّائر المتلقي والأعمال الفنيّة المعروضة، وهذا ليس ببعيد المنال، كون إدراك المنجز الفوتوغرافي (الصّورة) لا يحتاج إلى لغة لفهمه واستيعابه، بل يدرك بالحدس والبصر. كما أنّ الحمولة الجمالية وما تحدثه من متعة لدى المتلقي تجعله ينخرط في مناخ العمل الفنّي المعروض، وهنا لا تتوقف عملية التواصل عند حدود الاستهلاك الجمالي، بل يغدو الزّائر مؤثرا وفاعلا من خلال تساؤلاته حول شكل وبنية وسيميائية الصّورة وبما يضفيه من انطباعات أولية صادقة على المشاهد المعروضة. وبهذا يمكن لهذا الفنّ أن يغويه وينزح إلى الانخراط فيه.
إنّ حبّ الجمال، الفنّ والفضول البشري عوامل تدفع الزّائر إلى اكتشاف عوالم الصّورة الفوتوغرافية: النّفسية، العقلية، الجمالية والتقنيّة؛ لأنّ الصّورة الفوتوغرافية هي محاكاة وواسطة حاملة لواقع يعتبر جزء من حياة المواطن الزّائر. والتفاعل البيني يخلق لدى هذا الزّائر التوّاق إلى معرفة الجديد. فكرة الانتقال من محيطه وبيئته إلى فضاءات أخرى تعرف عليها من خلال الصّورة، التي نقلت إليه، أي السّفر إلى الأماكن البلدان، ما يسمح له بالتعرف إلى الآخر ومشاركته بعض الأمور، وهذا يخلق علاقات إنسانية، ثقافية، اقتصادية إيجابية، تنشط الجانب السياحي وتقضي على مظاهر: التمييز العنصري، الجهوية، التراتبية، ومعادة الآخر عن جهل وهنا يكمن دور المعرض وغاياته.
في النهاية يمكن القول: بالفن نرتقي، نقاوم ونتجاوز.



