7 هأنذا أمشي في طريقي، وروحي جزعة من ألم الفراق، فجيعةُ الرحيل صارمةٌ كالسهام، ونزيفُ الروح تواقٌ للقاء. قلوبٌ كالصخر جلمودٌ شقيّة، نسيت ليالي الحنين والأشواق، أوقدتُ لها من دمي مصباحَ الدرب، ومن أثير الوجود رفرفتُ بجناحي. وكلُّ عطرٍ فاح من قوارير الندى، جففتُه واستخلصتُه من بتلات أوراقي، أنا الربيع الذي غفا تحت جفن الحزن، وأنا الثغر الذي رسم بسمة الإشراق. أمّا والذي أبكى خافقي، لن ينالَ منّي سوى حريق زفراتي، سأمكث في طريقي راحلة، وأجرُّ أثوابَ الأسف بين خطواتي. فلا خيرَ لدواءٍ لم يشفِ من سقم،ولا قلبَ صدوقٍ خان إخلاصي،إنّ الفراق حان موعدُه ولستُ مُكرهة،ما دام لم يصبحْ للهوى ميثاق.