رئيسية » نص نثري للكاتبة التونسية رؤى الأطرش بعنوان “سأخونك بالرّحيل”
الثقافة

نص نثري للكاتبة التونسية رؤى الأطرش بعنوان “سأخونك بالرّحيل”

نص نثري للكاتبة التونسية رؤى الأطرش بعنوان “سأخونك بالرّحيل”
نص نثري للكاتبة التونسية رؤى الأطرش بعنوان “سأخونك بالرّحيل”

تتشرّف المجلة الرقمية نيابوليس بنشر النص النثري “سأخونك بالرّحيل” للكاتبة الشابة رؤى الأطرش التي شاركت به في تظاهرة منبر الشعر والأدب بنابل في دورته الثانية يوم الأحد 10 نوفمبر 2024 بالمكتبة الجهوية بنابل

ابتلعت مرارة تعذیبک لي عدّة سنوات وها أنا اليوم أقف أمام المرآة من جديد راقصة على سنفونية فيكتوريا مرتدیة أشهی فساتیني ومسرّحة شعري القصیر وملوّنة فمي بأحمر الشفاه٠٠٠ ارتشف كأسا من الخمر أمام المرآة وأنا أفكّر لماذا استوطنت جسدي واستعذبت ألمي؟ رغم کلّ الخدوش الّتي تركتها علی جسدي إلاّ أنّک لازلت ترغب في ممارسة رذيلة الحب معي؟

ها أنا أستفيق على دمك الذي لوث يدي البريئة . تبا لقد كان حلما جميلا لم أمض فيه سوى بضع دقائق فتذكرت بعدها أنني فاقدة للروح متحجرة كجثث الأموات حاملة مولودي الأول الشئ الذي لا تعرفه أنني مازلت أميز ألامك من بين ألاف الألام كيف لي أن أتجاهلك وانت الذي خدرت جسدي و كيف لي أن أنسى النيران التي شقت العروق و الأوصال لقد ظل كابوس وجودك يلاحقني ليلا نهارا أقاوم النور و أتخبط في العتمة أن تحرمني من أشياء كثيرة أن تتركني مثل شمعة منطفئة وسط الخواء هذا ليس بالشئ الرحيم نقمت عليك فرسمت سيناريوهات الانتقام لكنني في كل مرة أفشل ، لكن في الأخير إقتنعت أن أستسلم لك و أن أفر منك إليك و أن لا أخونك بالرحيل عندما تخونني الحياة و تذكرت الوعد الذي قطعته معك بأن أتركك تتخبط في هذا الجسم المعتل لن أعلق على عنقك مشنقة الموت اما عني لا تقلق فقد مت منذ الأزل

ها أنا اليوم أحتفل بمرور سنتين على قدومك فيوم 15 فبراير اصبح بالنسبة لي بمثابة العهد الذي قطعته مع نفسي بأن لا أخونك بالرحيل
لا أخونك بالرحيل ولن أرتضي غيرك وسأعظِّمُ ما بيننَا كعلاقةِ الروح بالروح هكذَا نحنْ رغم تلك الوحشة ورغم تلك المسافات أحيانًا احتاجُ كتفك واحضانك فلا أجدُهَا ولكن توسيني ذكرى جميلة أما وأنَّك أثرتَ الفراقَ وتخيرت الشقاقَ فلي منكَ ذكرى تلك التي لا تستطيعُ سلبَهَا منِّي ولا سلبهَا منك يومًا ستدرك انَّ ما كانَ بيننَا كانَ أعظم من أن ينتهِي كانَ الاجدر أن تضيع الدنيا على أن يضيعَ ما بيننَا وأخيرًا عزيزي عندما يأتي ذاك اليوم الذي تتذكرني فيه ستشعر بما شعرت به بكل تفاصيلهِ وإلى ذالك الوقتْ وداعًا مكلل بكل محبتي

بقلم /  رؤى الأطرش
تونس