261 أتنفَّس عصراً تتناسل فيه الوجوه كمرايا السراب،عصراً تحتار في أدرانه روحيوما ملكت يداها من هرمٍتسقيه بارات دمي المسموممنذ فجر وجودي أعيدني قسراً إلى رفوف الغابرين،أستعيد حزماً من سرديات ضوء كاذبلثورة العصر أجرجر ذاكرتي نحو أبواب صدئةكتبها البارود بلغة واحدة،أسائلها عن نوايا الجمال الذي خلّفتهفي خيال الأرض،عن قصف من ذهب إلى أهله يتمطّى،عن صفر من تربصت به ريب المنون ها هو الباب الكبيرمصفد بورود حمر الدماء،تفتح على مصراعيه، في الخيال، في الواقع،أدخل في دهاليزها المقدسة،كالأمواج تصطفق الجماجمتدمدم بالمخططات والمعاهدات وقراءة التلمود،بالحروب المقدسة، بالنفوس المكدسة،بمسابقات ملوك اللون الأبيض أتوق إلى حوار بقامة عمري،أسأل مائة عام مضى عن ثورة التحرير،النور والتنوير،ما تكرمت به من إرث ووصايا،ما تركته في صدر من اتخذ بعضهم بعضاً سخريا أخذ نفساً عميقاً قبل أن أكبر عبثاً،الآن تضيئني المرايا بما كتمته العصور،ولكن ماذا عن عقود قضيتهاعلى سراب موشوم بالحبر،وأوراق بلا جذور؟ ها أنا أفرغ ملكاتي من خليط الأكاذيب،أخرائط مشروخة، وعروش من طين؟هكذا أنهي التساؤل بحزن وريثمغلقاً الباب خلفي أطفئ النوربأطراف تنهيدة يتردد صداهافي جدران الروح كحكاية خذلت ألف مرة،أشعل شمعة من ثوب عتيق،حالماً بعصر جديد له رائحة الغباروطعم الخشب أسرح في خيال ليته يعود واقعاً،أحلم بنداء يعاجلني، يسقط كالصاعقةعلى كتفيّ المثقلتين برأس تعبأت فيه شموس خائبةلا دفء فيها،أخلعه كما يخلع الخريف أوراق السنديان،أركنه في ظل ما قبل وهمٍ علبته حضارة الماكدونالدز،وضروبها السمينة من لحومنا أزرع مكانه عصراً حجرياًجافاً من كل لون سوى المطر،مكتوباً بالصحراء والجبل،مقروءاً بالخيل والسيف،له ملامح الميدان وصوت الحمام،وسحنة التراب وتجاعيد الحدود التي لا تباع غصباًعن دمنا يستظل بالنخيل،يصنع من سعافها سقف الخيام،يتكئ على حجر، يشرب بحجر،يأكل بصحن من حجر،ينام على الصوف والحشائش،يتحاور بلسان تدخله الجنة،يحارب من أجل الله،من أتى رماله غازياً