44 مَنْسِياً في دركِ النّسيان،مَأخُوذاً بالحُلُمِ المنسي أَخْذَاً هَدَّامْ، حيث الظَّلْماء تُناغِي الحَربعلى ناي الأحزان، يرتعِشُ النَّوم على جفْنِي،ويخِرّ الليلُ على صدريبشواظٍ من نارِ الأهوال. الظِّلُ يمُدّ يَدَاً هَوْجَافتَصير جِدَاراً من رملٍتَغزِلْهُ الرِّيحُ كما الأكفان. أمْتَدُّ على نفْسِ المَرسَىَأحصِي ذَرَّات اليأس هُنا، ومقام عروبتنا زبداًينصَبُّ سِنيناً مِن خُسران، وركامُ الماضي بقى اسماًمغسولاً من ظمَأ الدخان، وخيام نزوحٍ أَبْلتَهاسَفعاتُ الشمسِ على الشَّطآن. خدَعتْنِي أربابُ الآمال. وحياتي دَنَّسَ معبدهامَسْخ الإفْرِنْجة والشيطان. نَحَرَتْ صلواتي أيادي الليلبمديةِ أوجاعٍ وحصار. صاحتْ في صدري لِسان النار،سمِعتُ بزفرَتِها جوعاًيبكي في حنجرتي أزمان! أَغَدِي ينبتني صَبَّاراً،أو يسقي سكوت الدّهر غَدِيمُرّاً من تبعاتِ الخذلان؟ لا ذِكر يُعَنْوِن ناصِيَتي،لا حلم يُجِيد مناصرتي، مذعوراً من فعلِ الإنسانمنسِياً في درك النسيان. الشاعر مصطفى عبدالملك الصميدي