1.8K عندما يقف الزمنأطلب قهوتي. أستعمل كل حواسيوجوارحيللوصول لقهوتي. لا يهم هروبالوقت مني،فبعد الرشقةالأولى،أولد من جديد. أنا، كل مرة،أجدد تاريخميلاديبين قهوة وقهوة. في مقهى الحيلي طقوسيوتقاليدي القهويّة. النادل يعرف شهواتي،ويعلم خياراتيالخفية. يقدّم لي قهوتيفي ثوب زفافأبيض. فنجانٌ ناصعالبياض، يخطفأبصاري. أستقبل حبيبتي،أداعب أذنها،فتلتهب أشعاري. تلثمني شفتاهابخمرٍ،يحملني لعوالمأسراري،فأغوص في تاريخيوتاريخ هذهالأمصار. شهدتُ يومًاكان هذامكان الأشجار. تذكرتُ أيامالشبابوطيش الصغار. ولكن لم أنسَعندما رأيتك،يا ريحانة الدار. رأيتك تنسابينبين الأزهار،تميل عليك للمسخصرك الخلّاب. ورودٌ تحزنبعد انتهاءلحظات الوصال، تراها تطأطئالرأس، تنتظرالغد لوصال،حتى بالأنظار. مع قهوتي، أجالسالقاصي والداني،ولكن في الحقيقةأجالس قهوة أفكاري. أرمي على قهوتيأحزاني وغضبي،وفرحتي وكل أكداري، فتذوب مع السكركل أحزاني،وأرشفها، فأغوصفي أيامي الخوالي. الشاعر محمد هادي عون