1.7K هذا اللعين يلاحقني، يجثو على صدري… يحاصر غضبي، إنه ينسفُ أنفاسيِ، يشتتُني بل يقتل إحساسيِ… لكن يسأل السبيل إليك، كيف الرجوعُ إليك؟ أمّا أنا لم أعد أعرف طريق السلام، رميت أوراقي، وذبحت شرياني، لأهدي دمي ترياقا لشرّ الانسان وقد عصرت جسدي حبرًا، فجّرته حربًا، كم كنت ضئيلا، وبحر الموت رحبٌ… كم قتلني نوعدمي،هل كنت قتيل عروبتي؟نعم كنت…أنا العربي أعدم ألفمرةٍ،وألفُ ألفِ مرةٍ،علّم الغرابأحفاديموارات جسديِ… وعلم قاتلي تحديدنسليِ،وطمس ذاكرتيواسميِ… فهل كنتقابيلاأم أنني هابيلالأصلِ؟لعنةَ الأزل كنتُ… وقصص الحب كنتُ،هي قليلةٌ قصصُ الحبِ… وكم سال دمي فيكِيا قصصُ،وسُفِكت روحيمقتولًا كنتُ،مغدورًا كنتُ… ولكن لم أفقد بعدُقصص الأمل،هناك في جوف المعنىقد ركنت إنسانيتيهي ما تبقى ليولي وحدي وحين سلبواوجوديوصادروا هويتي دعوتك في الغسق،دعوتك في الفجرِ،طلبت مدد السماء،وعون القدر،وانتقام الأرضِ…انتقام الأرضِ… لكنك لم تأتِ،ربما لم تسمعسيمفونية بتري،ربما لم تُصغِ لقرقعةعظميِ… لقد كنت هناك وحديلماذا لم تُرسل رُسُلًا،ولم تكتب نصّ الحكمِ… ربما صنفتنيدون البشرولم أعد أنتميلجنس الإنسِ… او رتّبتَ نوعيدون البقر،وهدرتَ دمي،وأكلتَ لحميِ… أما إخوتي فتدعولي بالنصرِ،ترمي لي أكياسالذلِّ… سأًُواجه خالقي،سأسألكم أمام الربِّ:لِمَ رضيتم بألمي؟وأرسلتم سكوتكممع صرخات الطفلِ؟لماذا لعبتم بي؟دستم جسدي كالنملِ… سأرجُمكم بنعليِ،سأرميكم في قبري،سأًصليكم ألميِ… وقاتلي، كيفأُشفى منكَ؟وأنت تنهش لحميوتمنع الحياة عني… قاتلي، كيف تغتالنيبرغيف خبزٍ؟كيف تغدر طفلًايسقي طفلًا؟كيف تنحر الماءَ؟كيف تنحر الماءَ؟ … كيف ترضىالسماءُ؟كيف ترضىيا ربُّ السماءِ… الشاعر محمد هادي عون