258 تَفَلّتَتِ الكَوَابِــــــحُ منْ خطـــــامِي *** وخفّضَتِ الهَـــــــزائِمُ من كلامي وصرت أســـــــاير الأعداء طوعا *** من الجور الذي أبلَـــــى عظامي وكنت الـــرّوح أسبــــح في عُلاَيَا *** أنا المقدام فــــــــي وعث الزحامِ وكنّا فـــــــــــــي المدارج كالنّوايا *** نمنّـــي النّفـــــــس بالمَلَإِ الكرامِ أرانـــــي كالمقـــــاوم في سمَـائي *** إذا مَــــا قمت يُنذر من قِيَــــامي أهبّ إذا دعيــــــتُ بلا مطَــــــــايا *** أنَــا العربــــــــيّ مرّ في انتقَامي وكَــانَ الصّوْتُ فِي الكَلِمَاتِ رَعْدًا *** وكَــان الغيث والطّـــوفَـان طامي إلى أن بَـــــــــانت العتمات غبشا *** علَــــــــى نَــــــار توقّد باضطرام علــــــــى أرض تدكّ بلا حفيــــظ *** على شعب يقـــــــــــــاد بلا زمامِ علـــــى شعب يبـــــــاد بلا خطايا *** علــــــــــى شعب يبيت بلا خيــامِ علـــــــــى شعب أراد العيش حرّا *** فلاقته العشَـــــــــــــــائر بالسّهامِ أرى ‘جدعُـــــونَ’ يطلب منه ثأرا *** أرى الأعْراب تطنب فِــي انقسام لوى الأعراب أعنـــــــاق المطايا *** وأثلمت الأعَــــــارب في حسامي أرانِـــــــي فِـــــي البلاء بلا وقاء*** تعافسني النّعَـــــــالُ علـى السَّنامِ فلم يقو الملــــوك على نِجَــــادي *** ولا الشّعب المكبّل بالخصَـــــــــامِ فهل تطْلبْ من البكْمَــــــاء صوْتا *** وهل تطلبْ عِــــــوانًا من نيَـــــامِ ولو كَـــــــان الدواء لدى مريض *** فهل ترجو الشّفَــاءَ منْ السِقَــــامِ فمت بالجُـــــــوع فـي وطن كريم *** ولا تطْلب فتَـــاتَـــــات اللّئَــــــــامِ ولا تشْربْ من الحكّــــــــــام قوْلا *** ولوْ في النَّــار كالْمسغوب ضامِي فحَــاذر أن تشكك في دمَـــــــاهم *** ولا تمضــــــــي إلى الشكّ الحرامِ لَقَدْ بَـــــــاعُوا الْعِمَـــامَةَ عنْدَ دُبٍّ *** وأحْنُوا السّيْف عنْد الْعمّ ‘سَــــامِ’ فأزلفهم رؤوسهُـــــمُ عَـــــــرايَا *** وأقفيَــــــــةٌ عليهَــــــــا كلُّ دامِي وتلْك الخيْل أشْتَــــاتًا دِمَـــــــــاها *** تناثرت الدّمَــــــــــاء على السّلامِ ترى الأسيَــــــــاد يجمعهم خصيّ *** يُبَــــــادلهم فُتَـــــــاتَــــاتُ الطعامِ يُقَلُّــــــونَ البلاد علَـــــــى صفيح *** بدعْــــوى الحزم في ضبط النّظامِ ويُبدون المذلّة فِــــــــي صَغَــــارٍ *** إلَــــــى الهُتَّــــــاك للسّتْر الصِّرامِ ويُحيِي الفَـــــــارس المقــــدام فيهم *** ضَحَــــــايَا النَكْبَتـــين بكُلّ عَامِ ففــــــي الإسلام نــــامت كلّ عين *** ومـــاتت فــــي العروبــة بالدّوامِ ولكنّ الصّبَـــــــــــــــــاح أراه آتٍ *** مـن الأنفَــــاق من أرض الصّدام من الطّـــوفــــان إذ تجليــه ‘غزّةْ’ *** علـــــى كلّ المنَـــــــــابر بالتمــامِ أناخوا بالجهـــــــــــاد أنــوف قوم *** إلــــــى ذلّ المهــــــانة والرّغَـــامِ لدى الثوار في الأنفـــــــــاق نور *** ويحيا الخــــانعــــون على الظلامِ أمــــا أبدت لك الأيّــــــــــــــام أنّ *** قِـــــــلاع الظلـــــــم آلت للهَيـــامِ رجــــــال الله في لبنـــان جـــادوا *** إلــــى أن خلد المجد الأسَـــــامِي ‘فنصر الله’ ســـــار مع ركــــــاب *** كأنّهم الجمــــــــاعة فـــي المقامِ وفي لبنـــــان من أدم الجنـــــوب *** تحدّى مَـــــا استطــاع إلى الأمام أصـــــــاب الغدر منهم إذ تنــادوا *** بأن يرمـــــي الذخيــرة كلّ رامي ومــــا يؤتـــى المجاهد دون غدر *** فيـا رُحمـــــى ‘الكوادر’ والنّشامِي وتلك القبة الصّمّــــــــــــــاء باتت *** غرابيــــــل المهــــــــالك للحخامِ