الصفحة الرئيسية القصيدة العمودية عمر الشهباني يكتب: “لا أعبد ما تحكمون ولا أنتم حاكمون ما أعبد!!”

عمر الشهباني يكتب: “لا أعبد ما تحكمون ولا أنتم حاكمون ما أعبد!!”

258 مشاهدات 1 دقائق اقرأ

تَفَلّتَتِ الكَوَابِــــــحُ منْ خطـــــامِي *** وخفّضَتِ الهَـــــــزائِمُ من كلامي

وصرت أســـــــاير الأعداء طوعا *** من الجور الذي أبلَـــــى عظامي

وكنت الـــرّوح أسبــــح في عُلاَيَا *** أنا المقدام فــــــــي وعث الزحامِ

وكنّا فـــــــــــــي المدارج كالنّوايا *** نمنّـــي النّفـــــــس بالمَلَإِ الكرامِ

أرانـــــي كالمقـــــاوم في سمَـائي *** إذا مَــــا قمت يُنذر من قِيَــــامي

أهبّ إذا دعيــــــتُ بلا مطَــــــــايا *** أنَــا العربــــــــيّ مرّ في انتقَامي

وكَــانَ الصّوْتُ فِي الكَلِمَاتِ رَعْدًا *** وكَــان الغيث والطّـــوفَـان طامي

إلى أن بَـــــــــانت العتمات غبشا *** علَــــــــى نَــــــار توقّد باضطرام

علــــــــى أرض تدكّ بلا حفيــــظ *** على شعب يقـــــــــــــاد بلا زمامِ

علـــــى شعب يبـــــــاد بلا خطايا *** علــــــــــى شعب يبيت بلا خيــامِ

علـــــــــى شعب أراد العيش حرّا *** فلاقته العشَـــــــــــــــائر بالسّهامِ

أرى ‘جدعُـــــونَ’ يطلب منه ثأرا *** أرى الأعْراب تطنب فِــي انقسام

لوى الأعراب أعنـــــــاق المطايا *** وأثلمت الأعَــــــارب في حسامي

أرانِـــــــي فِـــــي البلاء بلا وقاء*** تعافسني النّعَـــــــالُ علـى السَّنامِ

فلم يقو الملــــوك على نِجَــــادي *** ولا الشّعب المكبّل بالخصَـــــــــامِ

فهل تطْلبْ من البكْمَــــــاء صوْتا *** وهل تطلبْ عِــــــوانًا من نيَـــــامِ

ولو كَـــــــان الدواء لدى مريض *** فهل ترجو الشّفَــاءَ منْ السِقَــــامِ

فمت بالجُـــــــوع فـي وطن كريم *** ولا تطْلب فتَـــاتَـــــات اللّئَــــــــامِ

ولا تشْربْ من الحكّــــــــــام قوْلا *** ولوْ في النَّــار كالْمسغوب ضامِي

فحَــاذر أن تشكك في دمَـــــــاهم *** ولا تمضــــــــي إلى الشكّ الحرامِ

لَقَدْ بَـــــــاعُوا الْعِمَـــامَةَ عنْدَ دُبٍّ *** وأحْنُوا السّيْف عنْد الْعمّ ‘سَــــامِ’

فأزلفهم رؤوسهُـــــمُ عَـــــــرايَا *** وأقفيَــــــــةٌ عليهَــــــــا كلُّ دامِي

وتلْك الخيْل أشْتَــــاتًا دِمَـــــــــاها *** تناثرت الدّمَــــــــــاء على السّلامِ

ترى الأسيَــــــــاد يجمعهم خصيّ *** يُبَــــــادلهم فُتَـــــــاتَــــاتُ الطعامِ

يُقَلُّــــــونَ البلاد علَـــــــى صفيح *** بدعْــــوى الحزم في ضبط النّظامِ

ويُبدون المذلّة فِــــــــي صَغَــــارٍ *** إلَــــــى الهُتَّــــــاك للسّتْر الصِّرامِ

ويُحيِي الفَـــــــارس المقــــدام فيهم *** ضَحَــــــايَا النَكْبَتـــين بكُلّ عَامِ

ففــــــي الإسلام نــــامت كلّ عين *** ومـــاتت فــــي العروبــة بالدّوامِ

ولكنّ الصّبَـــــــــــــــــاح أراه آتٍ *** مـن الأنفَــــاق من أرض الصّدام

من الطّـــوفــــان إذ تجليــه ‘غزّةْ’ *** علـــــى كلّ المنَـــــــــابر بالتمــامِ

أناخوا بالجهـــــــــــاد أنــوف قوم *** إلــــــى ذلّ المهــــــانة والرّغَـــامِ

لدى الثوار في الأنفـــــــــاق نور *** ويحيا الخــــانعــــون على الظلامِ

أمــــا أبدت لك الأيّــــــــــــــام أنّ *** قِـــــــلاع الظلـــــــم آلت للهَيـــامِ

رجــــــال الله في لبنـــان جـــادوا *** إلــــى أن خلد المجد الأسَـــــامِي

‘فنصر الله’ ســـــار مع ركــــــاب *** كأنّهم الجمــــــــاعة فـــي المقامِ

وفي لبنـــــان من أدم الجنـــــوب *** تحدّى مَـــــا استطــاع إلى الأمام

أصـــــــاب الغدر منهم إذ تنــادوا *** بأن يرمـــــي الذخيــرة كلّ رامي

ومــــا يؤتـــى المجاهد دون غدر *** فيـا رُحمـــــى ‘الكوادر’ والنّشامِي

وتلك القبة الصّمّــــــــــــــاء باتت *** غرابيــــــل المهــــــــالك للحخامِ

  • شاعر وناقد تونسي
    أبو البيرق عمر الشهباني، شاعر وكاتب تونسي، وُلد يوم 2 ماي 1966 بقبلي الجنوبية في الجنوب التونسي. نشأ بين رمال الواحة ومناخ الصحراء، فتشرّب من بيئته روح الانتماء، وتدرّج في مساره التعليمي بين المدرسة الابتدائية بشارع الحبيب بورقيبة بقبلي والمعهد الفني، ليحصل على شهادة الباكالوريا شعبة الآداب سنة 1987. تنقّل بين تونس والمغرب في مساره الجامعي؛ درس الفلسفة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتونس وصفاقس، ونال منها إجازة سنة 1996، كما درس بجامعة محمد الخامس بالرباط وحصل على إجازة في التصرف اختصاص الإدارة العامة من المدرسة الوطنية للإدارة العمومية، إلى جانب تدرّجه في دراسة القانون العام بالمرحلة الثالثة. زاول العمل الصحفي ككاتب ومحرر لوكالات أنباء وصحف تونسية، ورافق نشاطه الأدبي بانخراط واسع في الحياة الجمعياتية؛ من الكشافة التونسية حيث نال الشارة الخشبية سنة 1985، إلى الاتحاد العام التونسي للطلبة، وجمعية صوت نفزاوة التنموية، وغيرها من الإطارات التي أسهم في تأسيسها. أصدر سنة 1996 ديوانه الفريد المساجلات الشعرية (أجب الثورة يا علي...)، وهو عمل عربي متميّز جمع 23 سجالًا شعريًا في 2600 بيت عمودي بمشاركة أكثر من 40 شاعرًا من مختلف أرجاء الوطن العربي. إلى جانب ذلك نشر مقالات وقصائد في الصحف والمجلات التونسية، منها مجلة الاتحاف. وما يزال يعمل على إصدار دواوين جديدة في مجالات اجتماعية وسياسية وثقافية وحضارية.

اقرأ أيضا

أترك تعليقا