الصفحة الرئيسية القصيدة العمودية جميلة بلطي عطوي تكتب “كيفَ الحياةُ والكوارثُ جمّةٌ!؟”

جميلة بلطي عطوي تكتب “كيفَ الحياةُ والكوارثُ جمّةٌ!؟”

قصيدة بعنوان "يا ويلنا "

457 مشاهدات 1 دقائق اقرأ

جفّت عيون الخلق من فرط البُكا،
فالصّمتُ خزيٌّ، والمدامعُ تُحرِقُ.

يا ويلَ قومي في الجَبانةِ أبحروا،
قد ضاعَ منهم مجدُهم وتفرّقوا.

العجزُ قهرٌ، والسّكوتُ جَريرَةٌ،
إنّ التّغاضي كالخِضَمِّ يُغرِقُ.

يا من دفنتم في الرّمالِ رؤوسَكم،
هذي الطّفولةُ في المآسي تُسحقُ.

كيفَ الحياةُ، والكوارثُ جمّةٌ،
والظّلمُ بومٌ في المرابعِ ينعقُ.

والموتُ صارَ قرينَ قومٍ أدركوا
أنّ الحياةَ بغيرِ عزٍّ تُرهِقُ.

فسقوا سلامةَ أرضِهم بدمائِهم،
من أجلِ يومٍ فيه شمسٌ تُشرقُ.

حكّامُنا باعوا القضيّةَ جَهرةً،
يا ويلَهم، إنّ الخيانةَ مأزقُ.

النّاسُ تسعى للجلادِ بجهدِها،
فيُصيبُها عجزٌ مقيتٌ مُقلِقُ.

كيفَ السّبيلُ، ولا سبيلَ لغَزوةٍ،
من فجرِها ضوءُ العدالةِ يبرقُ؟

نحنُ هنا بتنا قطيعًا عاجزًا،
يا ويلَنا لمّا الحسابُ يُطبَّقُ.

يا ويلَنا لمّا السّماءُ تصدُّنا،
والأرضُ منّا كالسّماءِ تُفارِقُ.

يا أمّةً باعت شعارَ وجودِها،
من أجلِ كسبٍ بالمهانةِ يُمحَقُ.

هم وحدَهم رسموا دروبَ العزّةِ،
رغمَ الدِّما والحزنِ كَلمٌ ساحقُ.

من أرضِها ومضت ملامحُ عَودةٍ،
إنّ الكرامةَ في المنايا تُورِقُ.

  • كاتبة وشاعرة تونسية
    جميلة بلطي عطوي، كاتبة وشاعرة تونسية، حاصلة على الأستاذية في اللغة والآداب العربية من كلية الآداب والعلوم الإنسانية 9 أفريل بتونس، وشهادة تكميلية في الفرنسية العصرية ولغة الصحافة. تعمل أستاذة للغة العربية والترجمة، وهي متزوجة وأمّ وجدة. تشغل عدّة مسؤوليات ثقافية، من أبرزها رئاستها لنادي "في رحاب قرطاج للثقافة" وعضويتها في اتحاد الكتّاب التونسيين، ونوادي السرد والشعر. أصدرت عدداً من الدواوين الشعرية مثل أحلام ومراكب ووشم على ذاكرة البياض، ومجموعات قصصية منها فيوض الدلاء وهمس المرايا، إضافة إلى روايات مثل عند غروبها أشرقت ومدارج الانعتاق. شاركت في مهرجانات وأمسيات أدبية داخل تونس وخارجها، وأسهمت في لجان تحكيم ومسابقات أدبية، كما نشرت نصوصها ودراسات عنها في الصحف والمجلات الورقية والإلكترونية.

اقرأ أيضا

أترك تعليقا

سجّل اسمك وإبداعك، وكن ضيفًا في محافلنا القادمة

ندعو الأدباء والشعراء وسائر المبدعين إلى أن يُضيئوا حضورهم بيننا بتسجيل أسمائهم وتعمير الاستمارة التالية، ثم النقر على زر «أرسل» ليكون اسمكم ضمن قائمة الدعوات إلى تظاهراتنا الثقافية القادمة — حيث يلتقي الإبداعُ بنبض الحياة، وتُصاغ الكلمةُ في فضاءٍ يليق بكم وبأحلامكم.