290 جفّت عيون الخلق من فرط البُكا،فالصّمتُ خزيٌّ، والمدامعُ تُحرِقُ. يا ويلَ قومي في الجَبانةِ أبحروا،قد ضاعَ منهم مجدُهم وتفرّقوا. العجزُ قهرٌ، والسّكوتُ جَريرَةٌ،إنّ التّغاضي كالخِضَمِّ يُغرِقُ. يا من دفنتم في الرّمالِ رؤوسَكم،هذي الطّفولةُ في المآسي تُسحقُ. كيفَ الحياةُ، والكوارثُ جمّةٌ،والظّلمُ بومٌ في المرابعِ ينعقُ. والموتُ صارَ قرينَ قومٍ أدركواأنّ الحياةَ بغيرِ عزٍّ تُرهِقُ. فسقوا سلامةَ أرضِهم بدمائِهم،من أجلِ يومٍ فيه شمسٌ تُشرقُ. حكّامُنا باعوا القضيّةَ جَهرةً،يا ويلَهم، إنّ الخيانةَ مأزقُ. النّاسُ تسعى للجلادِ بجهدِها،فيُصيبُها عجزٌ مقيتٌ مُقلِقُ. كيفَ السّبيلُ، ولا سبيلَ لغَزوةٍ،من فجرِها ضوءُ العدالةِ يبرقُ؟ نحنُ هنا بتنا قطيعًا عاجزًا،يا ويلَنا لمّا الحسابُ يُطبَّقُ. يا ويلَنا لمّا السّماءُ تصدُّنا،والأرضُ منّا كالسّماءِ تُفارِقُ. يا أمّةً باعت شعارَ وجودِها،من أجلِ كسبٍ بالمهانةِ يُمحَقُ. هم وحدَهم رسموا دروبَ العزّةِ،رغمَ الدِّما والحزنِ كَلمٌ ساحقُ. من أرضِها ومضت ملامحُ عَودةٍ،إنّ الكرامةَ في المنايا تُورِقُ.