هذا النص الشعري يتّخذ صيغة المناجاة للوطن، فيناديه الشاعر بصدقٍ وحرقة، مستعملاً أسلوب التكرار “يا بلادي” ليؤكد على الارتباط العاطفي والروحي. تتناثر في القصيدة صور حزينة: النخل يبكي، والسما تمسح الجراح، والشباب يعلّق أحلامه على خيط من ضياء لا يستقر. الوطن هنا فضاء متوتر بين الأمل والانكسار، بين النواح والفجر المرتقب.
يتجلّى البعد الرمزي في جعل الطبيعة (النخل، السماء، الطير) شاهدة على معاناة البلاد، وكأنها تتألم وتبكي معها، بينما تبقى شمس الخلاص غائبة تنتظر ميلادها. نبرة النص تجمع بين الرثاء والرجاء: فهو يرصد الخسارات والآلام، لكنه لا ينفصل عن الحلم بعودة الفرح، وهدوء العصف، وولادة الفجر الجديد… [نيابوليس الثقافية]
النص الشعري:
هل سمعتم ذا المنادي
يا بلادي
مذ متى بتّ ذبيحهْ؟
صار فيك النائحات
صار فيك النّخل يبكي
والسّما تمسح الهام الجريحهْ
يا بلادي
إن أحلام الشّباب
تركب ظهر الرّياح
تمسك خيط الضّياء
تتأرجح
وتغنّي للفلاح
هل سمعت الصّوت يدوي
وصداه نوتة فوق الجبال
في الوهاد تنثر عطر الصّباح
يا بلادي
ضاق صدر العالمين
وغدا الحزن رفيقا
يمطر الألم الدّفين
فمتى تشرق شمسك
ومتى يصدح الطّير المُعافى
فوق أيكك
يا بلادي
مات في العين الضّياء
والصّبايا
بعن أحلام الهناء
فمتى يهدأ عصفك؟