الصفحة الرئيسية الشعر الحر جميلة بلطي عطوي تقول “متى يصدح الطّير المُعافى فوق أيكك!!”

جميلة بلطي عطوي تقول “متى يصدح الطّير المُعافى فوق أيكك!!”

قصيدة بعنوان "يا بلادي"

140 مشاهدات 1 دقائق اقرأ

هذا النص الشعري يتّخذ صيغة المناجاة للوطن، فيناديه الشاعر بصدقٍ وحرقة، مستعملاً أسلوب التكرار “يا بلادي” ليؤكد على الارتباط العاطفي والروحي. تتناثر في القصيدة صور حزينة: النخل يبكي، والسما تمسح الجراح، والشباب يعلّق أحلامه على خيط من ضياء لا يستقر. الوطن هنا فضاء متوتر بين الأمل والانكسار، بين النواح والفجر المرتقب.

يتجلّى البعد الرمزي في جعل الطبيعة (النخل، السماء، الطير) شاهدة على معاناة البلاد، وكأنها تتألم وتبكي معها، بينما تبقى شمس الخلاص غائبة تنتظر ميلادها. نبرة النص تجمع بين الرثاء والرجاء: فهو يرصد الخسارات والآلام، لكنه لا ينفصل عن الحلم بعودة الفرح، وهدوء العصف، وولادة الفجر الجديد… [نيابوليس الثقافية]

النص الشعري:

هل سمعتم ذا المنادي
يا بلادي
مذ متى بتّ ذبيحهْ؟
صار فيك النائحات
صار فيك النّخل يبكي
والسّما تمسح الهام الجريحهْ
يا بلادي
إن أحلام الشّباب
تركب ظهر الرّياح
تمسك خيط الضّياء
تتأرجح
وتغنّي للفلاح
هل سمعت الصّوت يدوي
وصداه نوتة فوق الجبال
في الوهاد تنثر عطر الصّباح
يا بلادي
ضاق صدر العالمين
وغدا الحزن رفيقا
يمطر الألم الدّفين
فمتى تشرق شمسك
ومتى يصدح الطّير المُعافى
فوق أيكك
يا بلادي
مات في العين الضّياء
والصّبايا
بعن أحلام الهناء
فمتى يهدأ عصفك؟

  • كاتبة وشاعرة تونسية
    حاصلة على الأستاذية في اللغة والآداب العربية من كلية الآداب والعلوم الإنسانية 9 أفريل بتونس، إضافة إلى شهادة تكميلية في الفرنسية العصرية ولغة الصحافة. تعمل أستاذة للغة والآداب العربية والترجمة بالمعاهد الثانوية. وهي متزوجة، أمّ وجدة، وتُعدّ الكتابة والأدب هوايتها الأولى التي تمارسها قراءة وإنتاجًا. شغلت عدّة مسؤوليات ثقافية وأدبية، من بينها رئاستها لنادي الأدباء الشبان سابقًا، ونيابة رئاسة جمعية ملتقى الحرف الأصيل الثقافية، كما تشغل منصب المستشار الأدبي لمؤسسة الوجدان الثقافية. وهي عضو في اتحاد الكتاب التونسيين، وعضو في نادي السرد توفيق بكار، ونادي الشعر باتحاد الكتاب التونسيين، إضافة إلى رئاستها لنادي "في رحاب قرطاج للثقافة" بالمكتبة الجهوية في تونس، فضلًا عن مشاركتها في العديد من المنتديات الافتراضية الوطنية والعربية. لها حضور فاعل في المشهد الأدبي من خلال تقديمها دواوين شعرية لشعراء تونسيين وعرب، ومشاركاتها في تظاهرات وأمسيات شعرية على غرار "أيام قرطاج الشعرية"، و"شاعر تونس"، وإحياء ذكرى أبي القاسم الشابي. كما كانت عضوًا في لجان تحكيم لمهرجانات أدبية، منها مهرجان القصة القصيرة بمساكن (2016 و2023)، بالإضافة إلى مشاركتها في تحكيم مسابقات وطنية وافتراضية في المطالعة والإبداع. أصدرت عدة دواوين شعرية، من بينها: أحلام ومراكب (2015)، همس الحنين (2017)، أمواج من مداد (2018)، الأفق والنوارس (2019)، بين نور وغسق (2021)، ووشم على ذاكرة البياض (2022). ولها أعمال تحت الطبع منها السابح نبض والسروج حروف. وفي مجال السرد، أصدرت مجموعات قصصية مثل: فيوض الدلاء (2018)، همس المرايا (2020)، نجوى الحروف صهيل الحكايا (2022)، إضافة إلى روايات منها: عند غروبها أشرقت (2022) بجزأين، ومدارج الانعتاق (2025). نشرت نصوصًا شعرية وسردية في صحف ومجلات ورقية وإلكترونية، إلى جانب دراسات نقدية تناولت أعمالها، وشاركت في إصدارات جماعية عربية وتونسية، منها ديوان العرب (2017)، لآلئ الإبداع (2018)، والمدونة العملاقة صليل الحروف (2019)، فضلًا عن مشاركاتها في دواوين جماعية مع مؤسسات أدبية عربية. بهذا، تواصل جميلة بلطي عطوي إغناء الساحة الأدبية التونسية والعربية بإبداع شعري وسردي متنوع، يجمع بين الحس الجمالي والالتزام الثقافي.

اقرأ أيضا

أترك تعليقا