285 أحتاجُ لعِناقٍ هذا الصباحُ،سَتُفكّرونَ في الحُبِّ،أجل..!مَن يُمشِّطُ جدائليقبل أذانِ الفجرِ. تعبتُ من نَذريأحزاني للفَراغِ،من الأعينِ المُحلِّقةِ. كيف أُخبرُهم بأنّي آسفةٌ،لا أصلُحُ للحُبِّ! أحتاجُ لعِناقٍبعددِ سنواتِ العُمرِ،بعددِ القُبَلِ التي سقطتْ مرّاتٍ ومرّاتٍعلى أصابعي،كخبزِ الفجرِ الساخنِ. ماذا تقولُ المقبرةُ لامرأةٍأتتْ هذا الصباحَ مبكّرًا؟سرقتْ عِناقًا وركضتْ مسرعةً…وبكَتْ… تبحثُ عن نصفِ قلبِهاالذي التصقَ بالشجرةِ. نمتْ عليه أوراقُ اللبلابِبلا أيادٍ… بلا أفواهٍ،يمرُّ بين الأمواتِويرتطمُ بحبيبٍ نائمٍ. ماذا أقولُ…؟أكتبُ قصائدَ بعددِ الدمعاتِالتي اختنقتْ في صدري،بعددِ أيّامِ العُمرِالتي تسربتْ من بين أنامليدون أن أشعرَ. لن أقولَ شيئًابعدَ هذا الصباحِ؟كي لا تسرقَ هذا العِناقَ…! سألوِّحُ لكَ بشُعلةٍ من الحنينِ،وأكتفي بقبلةٍ على الجبينِ،أسبحُ في النهرِنكايةً في الفِراقِ،وأُرتِّلُكَ تعويذةً للطريقِ،وأُقرِؤُكَ السلامَ. كم كانَ هذا العِناقُ باردًا،بطعمِ حُزنِ الصباحاتِعلى أبوابِ القُرى العاطلةِعن الحياةِ. وأُمسكُ الفَراغَكزجاجةِ خمرٍ فارغةٍ،أُشارِكُه سهرَ اللياليالمسافرةِ،وأُعانِقُني بلا أصابعَ…