1.8K هذا النص ينهض على لغةٍ مشبعةٍ بالأسى والتمرد، حيث يسير الوجع في الأزقة عاري القدمين، شاهداً على انكسار الأرواح وتبدّد الملامح في وطنٍ يبيع أبناءه في مزادات الغفلة. تتكثّف الصور الشعرية بين احتراق المرايا وكذبها، وبين خطوات المشّاء الذي لا يملك سوى نصف حلم ونصف حذاء، ومع ذلك يضحك للقدر لأنه لم يترك له ما يخسره. إنّه نص يستحضر قسوة الحياة وفجائعها، لكنه في الآن نفسه يطلق نداءً للمقاومة، أن نكون كسراً يفضح، وهامشاً يرفض الصمت، وإصراراً لا يساوم على المعنى ولا على الوجود.[نيابوليس الثقافية] النص الشعري: كل هذا الوجع الذي يسير حافيا في الشوارعلا يحتاج إلى من يترجمه…إنه يعرفنا ويحفظ أسماءنا جميعامع أول تنهيدة في كل صباحإلى آخر شهقة تشهد على احتراقنا عند المساء…كلنا نحترق في مرايا لا تعكس إلا الخوف … كلنا نرتدي وجوها مستعارةنصافح الحياة بيد من رمادونقول… نحن بخيرفيما الحقيقة تمضغنا بأسنان حادةوتبصقنا في قارعة أوقات يصعب علينا تجاوزها … الحياة لن تعطيك فرصة ثانيةتعبرك كما يعبر الباص المزدحم وجع العابرينلا ينتظر من سقطولا يلتفت لمن نسي نفسه في محطات التعب… كلنا ذاك الرجل المشّاء…بنصف حذاءوبملامح ملغاة من دفتر الوطنلا يزال يربي الحلم كغيمة شاردةويطارد ظله في الأزقةيضحك للقدرلأنه لم يترك له شيئا ليخسر… من يعيد لنا الطريق؟نباع في مزادات الغفلةولا أحد يزايد على ملامحنا المشطوبة في الوطن … كن الهامش الذي يرفض أن يموت بصمتكن الكسر الذي يفضح المرايا…حين تكذب…كن مستعدا لكل شيءلكن لا تسلم نفسك لكل شيء …