12 الضوء هُو الطّريقُ إلى اللهِ يا أرضَ الله الواسعة، ويا لُغَةَ الماء، يا رسائلَ الوجعِ المُكتوبة بدمع القلوبُ التي رقصَت على الجراحِ كيف أُطفئُ الشُموع ؟ وأُدرك أنَّ بعضَ الوداعِ ليس نهاية، بل ضوءٌ آخرُ لا يشبهُ الشروق، لكنّه يُنقذُ الروحَ من الغرق… ها أنا أقف عند عتبة الشّعر متردّدة كأنفاسِ عاشقٍ على أبوابِ الرجوع، أتهجّى النص كأنّه صلاةٌ نسيت أن أُكملَها؟ أتقدّمُ خائفة هشّة كأنّي أُخْلعُ من جلدِ الليلِ شيئا فشيئا، وأقفُ، حافيَة على سطر قصيدة لا تكتب إلّا حين تفيضُ بالوجعأُطلُّ كطفلة لم تتعلّم النطق بعد ،تسألُ النوافذَ عن امرأةٍغفت في قلبِها الأحلام،وما زال الحلمُ قائماً فيهاكجُرحٍ غائرٍ … أهو الشّعر من ينتظر القُبلة؟أم أنا التي كلّما شرّحَ الناقد عتمتيسمع وقعَ خطاي؟وقال في سرّهها قد عادَتوما زالَ المكانُ كما هو،وما زالَ اسمهايُتلى عند كل قصيدة …. يا رسائلَ الماء،امضِ…فالناجياتِ على حافةِ السطريُتقِنّ طقوسَ الكتابة،يشعلن شموعَ الشعربأصابعٍ لم تعُد ترتجف،بل تُشير نحو النور،ثم تعودُ مُسبّحةكمن فهم أخيرًا أن الضوءَهو الطريق إلى الله .. يالله،سأموت يوماً، سنمُوت جميعاًيالله،أدركُ ذلكوهذا الضجيج الذي يسكُن صدريلا يَسمعه أحديا رائحة الطينأنا بخير، سأموت يوماً ،ولم أقل كل ماكنت أريد قوله،ولم ألمس كل الوجوه التي أحببتها،ولم أكتب كل الرسائل التي بدأت بهابـ عزيزي_وتركتها بلا توقيع…لأنني كنت خائفة من النهاية سأموت،و تستمر الحياة من بعدي …برائحة البيت الذي غادرته خطواتي وسأظل ذكرى في قلوب أبنائيكي لا ينسوا أنني كنت هنا ذات حب،أحببتهم بصدق الموج،بجهلي، بضعفي ،بغضبي، بقوتي وإيماني بكلمة يالله حين تضيق الطرقوتقسُو الحياة….. لكنني الآنأريد أن أعيش كأنني لن أموت،أريد أن أقول لكل من أحبأنا بخير…لكن كل ما فيّ يرتجف،ليس خوفا من الموت،بل من أن يأتي وأنا لم أعش حيّة بما يكفي….أنا بخير،أقولها بهدوءٍ يشبه الرجاء،وأنا أعلم،يالله، أنني سأموت يوماً…أدرك ذلك كما أشعر،بهذا النَفَس الذي يدخل صدري،ويُسقِط أسئلة بلا إجابات أنا بخير،أضع يدي على قلبي،أحاول أن أهدّئ خفقه،و أعتذر له وأهمس…لم يبقَ الكثير…القليل وننجو ، أو لا ننجو لا شيء هنا سوى الصمت…سوى هذا الفراغ الذي يشبهنيكنت أريد فقط أن أخبركمأنني انكسرت ، وجمعت الشظايا ورتبتها نجوماً على سقف ليليلأتذكّر أن الظُلمة لا تدوم…وأن الضوء هو الطريق إلى اللهكنت أريد فقط أن أخبركمأنني لم أنسَ كيف أعيش و أبتسم،للحياةِ والموتِ ..و تبقى كلمة ياللهالكلمة، الثقيلة،الخفيفة التي تحمل بين حروفها ضوءا في الحياة هي النجاة .