119 رغم تاريخها العريق ودورها الريادي في المشهد الأدبي التونسي، تعيش جمعية منارة الأدب بقليبية اليوم وضعًا مأساويًا يهدد أحد أعرق الفضاءات الثقافية في الجهة بالاندثار. فقد شهد مقر الجمعية — الذي احتضن على امتداد تسعٍ وثلاثين دورة من المهرجان الوطني للأدباء الشبان — انهيار جزء من سقفه وتدهور حال جدرانه وأثاثه، في مشهد يوجع كل من يعرف رمزية هذا الفضاء الذي كان يومًا منارة للفكر والإبداع. المنارة، التي يعود نشاطها إلى ما قبل الاستقلال تحت اسم منار الأدب، كانت بيتًا للأدباء الشبان ومختبرًا للأصوات الجديدة في الساحة الثقافية. لكنّ الإهمال طالها، فبات مقرها في حالة تضرر خطيرة كما توثّق الصور، رغم الزيارات المتكرّرة لعدد من الجهات المعنية بالترميم والمعاينة دون أن يطرأ أي تحرك فعلي لإنقاذ المكان. ورغم غياب مقر صالح للنشاط، تواصل المهرجان الوطني للأدباء الشبان في السنوات الأخيرة بفضل عزيمة أبناء الجمعية وتمسّكهم برسالتهم الثقافية. إلا أنّ المراسلات المتكرّرة إلى السلط المحلية والجهوية والمركزية لم تجد صدى إلى اليوم، وظلّ الوضع على حاله. ويبقى السؤال الذي يفرض نفسه بإلحاح:متى تتدخّل الجهات المعنية لترميم هذا المقر التاريخي وصون ذاكرة ثقافية وطنية ما زالت تنبض رغم الخراب؟