الصفحة الرئيسية تظاهرات شعرية تونس تودّع شاعرها اليمني بصوت الورد: محمود أبو بكر… حين يصبح الشعر وطنًا آخر

تونس تودّع شاعرها اليمني بصوت الورد: محمود أبو بكر… حين يصبح الشعر وطنًا آخر

712 مشاهدات 1 دقائق اقرأ

في أمسيةٍ تفيض بالشعر والعذوبة ودفء الروح العربية، احتضنت (دار كبّورة) على مشارف مدينة نابل يوم الأحد 30 نوفمبر 2025 حفل تكريم وتوديع للشاعر اليمني الدكتور محمود أبو بكر، وسط حضورٍ لافت من الأدباء والشعراء والنقاد التونسيين والعرب، في لحظةٍ حملت كثيرًا من الودّ وصدق اللقاء الثقافي.

قدّمت المجلة الرقمية نيابوليس درع التكريم عبر مديرها الشاعر محمد هادي عون، وبمشاركة مساعدته الروائية والشاعرة حنان الشلي، فيما منحت جمعية مراجعات ممثلة بالشاعر والناقد المختار الزراتي شهادة تكريم تقديرًا لمسيرة الشاعر وإسهاماته الأدبية.
كما قدّم الطلبة اليمنيون وسام التميّز باسم السفارة اليمنية، وذلك بدعم ومباركة سعادة السفير عبد الناصر باحبيب والمستشار الثقافي الدكتور مسلي بحيبح، تأكيدًا على مكانة الشاعر والباحث في قلوب أبناء بلده.

شاعر يكتب امتنانه… كأنه يودّع وطنًا يجاور روحه
دوّن الدكتور محمود أبو بكر على صفحته في فيسبوك كلماتٍ شفّافة تعكس عمق اللحظة:

“لم يكن الدرع مجرد تكريم، بل جسر محبة بين اليمن وتونس بالكلمة والقصيدة. شعرتُ أن الشعر هو المكرَّم، وأن الكلمة التي حملتها من اليمن وجدت في تونس وطنًا آخر.”

كان المشهد قطعة شعرية حيّة: جدران تفيض بملامح التراث التونسي، ووجوه مضاءة بابتسامة أهل الثقافة، وقلوب تُنصت للشاعر كما لو أنها تُنصت لذاتها. وفي تلك اللحظة، بدا الاحتفال وكأنه احتفال بالشعر الذي يجمع ولا يفرّق، ويعبر فوق الجغرافيا بخفة قلب شاعر.

وداع يكتبه الشاعر… وتنصت له تونس
ألقى أبو بكر أبياتًا عذبة غزيرة الإحساس، قال في مطلعها:

شَـرَفًا بـتونسَ قَـدْ مُـنِحْتُ وَجـاهَا
بَــلْ كُــلُّ مَــنْ هُــوَ لِـلـمَعَالِي جَـاهَا

وَمَــحَـبَّـةً مِــــنْ أَهْــلِـهَـا وَلَــطَـافَـةً
لَيْسَتْ – وَأُقْسِمُ مَا عَرَفْتُ – تُضَاهَى

كانت أبياته رسالة حبّ لبلدٍ احتضنه، ولأيامٍ صار لها أثر في ذاكرته، وللمكان الذي صار يتقاسم مع اليمن جزءًا من قلبه.

قصيدة صديق… ومرآة وداع لا تُنسى
وقرأ الشاعر اليمني إبراهيم القحوي قصيدة وداعية بديعة في صديقه، جاء فيها:

أزِف الــوداع وكلُّــنــا متمهِّلُ
إلّاك عـن هــذا السّـوى مـتـرحّــلُ

ثم يمضي حتى يختم:
وستشهدُ الخـضـرا بأنـك عاشـقٌ
مــلأ الـدُّنـا شِعْرًا بـهـا يـتـغــزّلُ

ختام يشبه القصائد التي لا تنتهي
لم يكن الحفل مجرّد توديع، بل كان احتفاءً بالجسر الإنساني الذي يبنيه الشعر بين الشعوب. وداعًا يشبه قصيدة طويلة، تظل معلّقة بين اليمن وتونس، يكتبها شاعر ويكملها أصدقاء ومحبّون

تونس/ مجيب الرحمن الوصابي

بعدسة الصحفي فريد بن طراد ونيابوليس الثقافية

  • أديب وباحث يمني
    مجيب الرحمن الوصابي هو أديب وشاعر يمني، وُلد في محافظة ذمار باليمن. يُعد من الأصوات الأدبية المعاصرة في اليمن، وقد عُرف بإسهاماته في مجالي الشعر والمقالة الأدبية. ينتمي إلى الجيل الجديد من الأدباء اليمنيين الذين يسعون إلى تجديد الخطاب الأدبي وتوظيف القضايا الاجتماعية والوطنية في أعمالهم. أبرز ملامح سيرته الأدبية: كتب في عدد من الصحف والمجلات الأدبية اليمنية والعربية. شارك في العديد من الفعاليات الثقافية والندوات الأدبية داخل اليمن وخارجها. يميل في شعره إلى التعبير عن هموم الإنسان اليمني وتفاصيل الحياة اليومية، ويتميز أسلوبه بلغة سلسة وصور شعرية عميقة. له حضور في وسائل التواصل الاجتماعي كمنصة لنشر نصوصه والتفاعل مع قرائه.

اقرأ أيضا

أترك تعليقا

سجّل اسمك وإبداعك، وكن ضيفًا في محافلنا القادمة

ندعو الأدباء والشعراء وسائر المبدعين إلى أن يُضيئوا حضورهم بيننا بتسجيل أسمائهم وتعمير الاستمارة التالية، ثم النقر على زر «أرسل» ليكون اسمكم ضمن قائمة الدعوات إلى تظاهراتنا الثقافية القادمة — حيث يلتقي الإبداعُ بنبض الحياة، وتُصاغ الكلمةُ في فضاءٍ يليق بكم وبأحلامكم.