641 و ها إنني اليوم في العشق سرتُ و في دربه دون هَدْيٍ مَضيتُ فأُسقيتُ خمرا ثميلا عتيقا و ما كنتُ من قبل هذا سَكرتُ فأُشربتُهُ في كؤوس اللٌيالي و عانيتُ من سُهده و ارتويتُ رَمتني دُروبي و ما كنتُ أدري و عن غير قصد ملاكي التقيتُ و ما في حياتي رأيتُ ملاكا و ما مثل ذاك الجمال اشتهيتُ عيونٌ سبتني و همس حواني و هُدب رماني فمنه انطلقتُ فاصبحتُ أحيا بروح الشَّباب أطير طليقا إلى حيثُ شئتُ و ما كنت أبحر دون اتجاه و ما قادني العشقُ حيث انتهيتُ و قد كنت أحسب اني وصلتُ فأدركتُ أنِّي لِتـوِّي أبتدأتُ يُلوم الجميع و لستُ المُبالي فلا لوْم يا صحبُ إنِّي عَشِقتُ و إنِّي بعشقي تحدَّيْتُ عُمرا يراني سعيدا و إني لَمَيْتُ ألا فاخبرُوا العمر انِّي قُبرتُ و ها إنَّني من جديد بُعثتُ بُعثتُ لأحيا الحياة بصدقٍ و أُحظى بما في الورى قد حُرمتُ فهذي حياتي بنظمي و شعري و ما من معاناة دهري ارتجلتُ ألا فاقرؤوا بين حَرفي و سطري ألا و افهموا جيِّدا ما قصدتُ الشاعر التونسي لحبيب المبروك الزيطاري